أعده لعباده الابرار إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ (المطففين/ 22- 23) والتي لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ (الواقعة/ 19) تلك الجنة بما فيها من النعيم اوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الانْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الارَآئِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً (الكهف/ 31) وبما فيها من خيرات وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ* وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ* وَحُورٌ عِينٌ* كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (الواقعة/ 20- 23) .. كلها تبدو قليلة متواضعة إذا ما قورنت بالنعمة الأعظم، نعمة معرفة الله عز وجل ومناجاته. والمؤمن تتلاشى أمامه كل النعم المادية حينما يرى ببصيرة ايمانه نور الله، ثم إن المؤمن الذي تعود على لقاء ربه، ووصل الى مقام القرب منه؛ الى مقام المناجاة، مقام التكلم مع الله بقلبه تتضاءل في نفسه كل هذه الدنيا، بل والجنة بما فيها، في مقابل الوصول الى مقام عرفان الله سبحانه وتعالى، فيعبد الله لا خوفا من ناره، ولا طمعا في جنته، بل يجد ان الله أهل للعبادة فيعبده.
الطهر شرط القرب لله تعالى:
إن السمو إلى مقام معرفة الكتاب الحكيم وادراك مفاهيمه، هو من مراتب القرب الى الله تعالى، لأن القرآن نور الله وكلامه. فآياته هي المعراج الذي يعرج به الانسان الى ربه الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُولُواْ الالْبَابِ (الزمر/ 18).
والذي يهديه الله تعالى ويوفقه لفهم القرآن انما هو الانسان الطاهر لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (الواقعة/ 79) بكل ما في الطهارة من معنى النظافة والنقاء