ثم قصدنا بئر زمزم، حيث فَحَصَ إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام برجليه وهو غلام صغير، فنبع من تحتهما الماء ظاهرًا يجري على وجه الأرض، حينما خلّفه إبراهيم عليه السلام ومعه أُمه هاجر، وتولى عنهما قائلًا: رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ[3].
فلمّا غادرهما إبراهيم عليه السلام: (عَطِشَ إِسْمَاعِيلُ فَبَكَى فَخَرَجَتْ- أُمه هاجر- رضي الله عنها حَتَّى عَلَتْ عَلَى الصَّفَا
وَبِالْوَادِي أَشْجَارٌ (ولم تكن هناك أشجار مثمرة وإنما كانت برّية صلبة كالسلم والسمر) فَنَادَتْ هَلْ بِالْوَادِي مِنْ أَنِيسٍ؟.
[1] النِّسع- بالكسر:- قال الفيروزآبادي:» سير ينسج عريضاً على هيئة أعنة النعال، تشد به الرحال، والقطعة منه نسعة، وسمي نسعاً لطوله «.