responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه الإستنباط دراسات في مبادئ علم الأصول نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 66

إطارها يعني تبيان القرآن من خلال كلماته ومن خلال كلمات السُنَّة، وكذلك السنّة الشريفة، حتى نفقه بالضبط معاني تلك الكلمات، وهذا المنهج يعتمد على مايلي:

ألف: بيوت الوحي

القرآن نزل في بيوتٍ أذن الله أن تُرفع ويذكر فيها اسمه، والرجال الذين يُسبِّحون لله بالغُدوِّ والآصال ولاتلهيهم عن ذكر الله تجارة ولا بيع هم الذين خوطبوا بالقرآن، وهم أهله ومشكاة مصباحه، فهم الذين نشروا كتاب الله بأجلى تفسير، وهم النبي وأهل بيته.

وبالتأمّل الجدي في الأحاديث المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام، يتعلّم الفقيه ليس فقط تفسير مفردات الكتاب بل وأيضا منهجية تفسير القرآن.

وأيضا من خلال هذا التفسير الذي سوف لايقتصر على الروايات التي تناولت آية معيّنة وذكرتها ثم بَيَّنت معناها وهي كثيرة جداً، بل وأيضاً يشمل الروايات التي وردت في سياق معنى الآية (وليس في سياق لفظها) لأنَّ كلامهم كله من القرآن، وهكذا يصلح أن يكون تفسيراً له. [1]

علماً بأنَّ الفائدة التي يستفيدها الفقيه من كل ذلك، الإيناس بلغة القرآن وهي أيضا لغة الحديث، وبهذا يصل إلى دراية الآحاديث ايضاً.

باء: السياق الموضوعي

لاريب إنَّ السياق الموضوعي ينفعنا في فقه الكلمات، وحيث أنَّ كلمات القرآن المجيد تتكرر في أكثر من سياق فإنَّ التدبر في السياقات المختلفة يقرِّبنا الى المعاني الأقرب إلى حقيقة المراد. ولأنَّ في كل سياق أكثر من كلمة فإنّ عملية التدبر في السياقات الموضوعية والموضعية تتكرر آلاف المرات، وفي كل مرة تقرّبنا إلى المعنى الأدق للكلمات، ومن خلال ذلك تتكون لدينا ذخيرة هائلة من فقه لغة القرآن وكلماته.

وهكذا يصبح المزيد من التدبر في القرآن وسيلة لفهم معانيه، وهذا ماأمرنا به ربنا في كتابه الكريم في أكثر من موطن.


[1] - لعلَّ هذا هو المنهج الذي إتبعه العلامة المجلسي (قدس سره) في موسوعته (بحار الأنوار) حيث يبدء بذكر الآيات في كل موضوع، ثم يتبعها بروايات ذُكِرَ فيها التفسير المباشر، ثم سائر الروايات التي وردت في الموضوع، حيث أنَّ التأمل فيها جميعاً يقرِّبنا إلى فهم الكتاب.

نام کتاب : فقه الإستنباط دراسات في مبادئ علم الأصول نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست