responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه الإستنباط دراسات في مبادئ علم الأصول نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 204

إسناد) هذه الحقيقة بغيرها، فقد تريد أنْ تعبِّر عن حقيقة شجر مثل النخلة (فتقول النخلة) وقد تريد أنْ تعبِّر عن علاقة النخل بالبستان أو بالتمر أو بإنسان، فتقول: (النخلة في البستان وتثمر التمر وهي لك). ومعروف إنَّ الهدف من البيان هو التعبير عن هذه العلاقة (الإسناد) وحتى لو كان ذلك غير ظاهر في اللفظ، مثلًا إذا كنتَ وصاحبَكَ في صحراء قاحلة ورأيتما نخلة تقول: النخلةُ تعني هذه، أو: رأيتُ نخلةً، أو ما أشبه.

لطائف المعاني الهدف الأسمى

وهذا الإسناد أو العلاقة هي النسبة التي أسميناها سابقاً بالمعنى الحرفي، وهي التي تجعل الكلمة جملة، فإذا كانت الكلمة مفيدة ويحسن السكوت عليها سُمّيَت بالكلام، حيث قال ابن مالك في ارجوزته النحوية «كلامنا لفظٌ مفيدٌ كاستقم/ واسمٌ وفعلٌ ثمَّ حرفٌ الكَلِم» ومعروف إنَّ ما يميِّز علم النحو أساساً هو البحث عن هذه النسبة، على أنَّ هناك لطائف بيانيّة قد بيَّنها النحاة عند توسعهم في العلم مما يتصل بعلم المعاني والبلاغة؛ كالذي نجده عند ابن هشام في كتابه الشهير (مُغْني اللبيب) الذي يُعتبر جسراً بين علمي النحو والبلاغة، وحتى أرجوزة الألفية تجد فيها الكثير من علم المعاني، مثل معاني حروف الجر أو إستخدامات المفعول المطلق وما أشبه، بل عند الدقة في علم النحو نجد أنَّ الهدف من بيان قواعده ليس إلا التنبيه إلى لطائف المعاني في الكلام والتي لاسبيل إلى معرفتها من دون التأمّل في أسلوب المتحدث أو المؤلف في بيان قصده، والأمثلة التالية قد تزيد هذا الأمر وضوحاً:

ألف: فعل المضارع والإستمرار

الجملة الإسميّة تدل على مجرد نسبة بين إسمين بلا دلالة على التجدّد، نعم إذا كان الخبر فعلا مضارعاً فقد يفيد إستمراراً تجدديّاً، مثل قولنا: (علي يؤلِّف الكتب).

باء: ترتيب الكلمات

لأنَّ اللغة العربية تعتمد على الإعراب (وليس ترتيب الكلمات) في معرفة وظيفة الكلمة في الجملة وأنّها فاعل أو مفعول مثلا، فإنَّ ترتيب الكلمات سيكون له هدف أسمى يتمثَّل في بيان المعاني البلاغية. فإذا قلتَ: (ضربتُ زيداً)، فإنَّ موضع الإهتمام عندك هو

نام کتاب : فقه الإستنباط دراسات في مبادئ علم الأصول نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست