responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه الإستنباط دراسات في مبادئ علم الأصول نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 14

الطبيعة ونقصد تلك المعلومات التي تنتظم في هذه الأطر، ولكن لماذا نسميها علماً؟

بالتأمُّل نعرف: أنّ علوم اللغة (النحو مثلًا) هو العلم بقواعد تجعلنا نفهم صلة الكلمات ببعضها وإعرابها، فالعلم هنا إستُخدِم لمعرفة القواعد باعتبار أنَّ القواعد هي الأخرى تكشف المفردات. لذلك فإنّ المعلومات الفرط التي لاتنتظم في قواعد لاتّسمّى علماً، فمعرفتك بخبرٍ سياسيٍّ لاتُسمّى بالعلم وانما تُسمّى بمعلومة أو خبر، ولكن معرفتك بقواعد تسهِّل لك معرفة الأخبار تُسمّى بعلم السياسة، كذلك معرفتك بإعراب جملة" جاءَ زيدٌ" لاتُسمّى علماً، وانما معرفتك بتلك القاعدة التي تنتظم مثل هذه الجملة في إطارها هي العلم، مثلًا قاعدة" الفاعلُ مرفوعٌ". [1]

وهكذا يكون مرادنا من إطلاق العلم على المعلومات المنظَّمة في إطار قواعد واضحة إنّما هو باعتبارها معلومات تكشف عن حقائق اخرى.

2- ما هوالفقه؟

وأمّا الفقه فهو العلم بشيء بعد تأمّل وتدبّر، وبالتالي التدرّج من علمٍ ظاهر إلى علم أقل ظهوراً، مثلًا: العلم بالمتشابه بعد ردّه الى المحكم، أو العلم بالمنسوخ بعد معرفة ناسخه، أوالعلم بالمطلق بعد تحديده بالمقيَّد، وهكذا.

وهكذا قد لاتُسمّى معرفة الأحكام الجزئية (الفتاوى) بالفقه، وإنّما معرفة أصولها ومبانيها، ومن هنا يكون الفقيه متميّزاً عن العارف بالأحكام الشرعية من دون إستنباط. [2]

ولعلّ الحديث الشريف المأثور عن النبي صلى الله عليه وآله يشير إلى ذلك حيث يقول:

«رُبَّ حامل علم ليس بفقيه، ورّبَّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه». [3]


[1] - في اللغات اللاتينية تُضاف إلى موضوعات العلوم كلمة (لوجي) والتي تعني المنطق في اللغة اللاتينية أو المنهج، وهي تعني القواعد المنطقية (او المنظمة) التي تجعلنا نعرف ذلك الموضوع، فهم يقولون فسيولوجي (علم وظائف الأعضاء) سيكلوجي (علم النفس) جيولوجي (علم طبقات الأرض) وهكذا فانهم يميزون بين معرفة المفردات ومعرفة القواعد التي تؤدي اليها.

[2] - يقول د. حنفي: «اما الفقه، إشتقاقا، أي في اصل الوضع، فهو العلم والفهم، واصطلاحاً: العلم بالأحكام الشرعية الثابتة لأفعال المكلفين» ثم يضرب أمثلة عليها من الوجوب والندب ويضيف: «العلم إذن يتضمن أدلة الأحكام أي مصادرها وطرق الإستدلال بها إجمالا وليس تفصيلًا، وإلّا كان علم الخلاف (أي الذي نجده في الكتب الإستدلالية) الذي يتضمّن الأدلّة تفصيلًا، ودون تطبيق للعلم في مسائل جزئية، وإلّا تحوّل إلى علم الفروع» [عن: من النص الى الواقع، ج 2، ص 39] وهذا مجمل ماعليه علماء العامّة في الأصول.

[3] - دعائم الإسلام، ج 1، ص 80.

نام کتاب : فقه الإستنباط دراسات في مبادئ علم الأصول نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست