responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القرآن حكمة الحياة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 74

ولذلك فإن الإنسان مدعو إلى دراسة هذه التجارب في ثنايا الذكر الحكيم لعدم تمكّنه من إدراك كافة الوقائع البشرية.

وعلى سبيل المثال فإن الآية الكريمة: [خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ‌] [1]، تشتمل على ثلاث جمل قصيرة يحتوي كل منها على كلمتين أو ثلاث، ولكنها رغم هذا الإيجاز الدقيق تشكل خريطة شاملة للسلوك البشري المتكامل، بحيث إن علماء الاجتماع، والنفس، واختصاصيي السلوك البشري لا يستطيعون إدراك الابعاد الواسعة لهذه الجمل الثلاث، ولم يتوصلوا إلى كنهها.

ومن هذا المنطلق تبرز الحاجة إلى بصائر القرآن لمعرفة مقياس حسن وقبح الأعمال بشكل واقعي؛ ففي بعض الأحيان يكره الإنسان شيئاً في حين أن نهايته تكون في صالحه، وفي أحيان أخرى يحب شيئاً ولكن نهايته تكون سيئة، بينما نرى أن القرآن يوضح لنا هذا المقياس في الآية الواحدة قائلًا: [.. وَ عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ عَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ‌] [2].

إن معايشة القرآن لا تعني الصداقة الظاهرية مع ظاهر الآيات بقدر ما هي إتصال معنوي يدفعه إلى تطبيقها على نفسه، وقد عشتُ هذه الحالة من خلال التجربة،


[1] - سورة الأعراف/ 199.

[2] - سورة البقرة/ 216.

نام کتاب : القرآن حكمة الحياة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست