يُشترط في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم أن يتدبر الإنسان في الآية
وفي سياقها؛ أي في الآيات السابقة واللاحقة، ثم يحاول ربط هذه الآية بالآيات التي
تتشابه معها في الموضوع.
وفي كثير من الأحيان نرى أنّ البعض يحاول أن يجمع مجموعة من الآيات
من مواضع متفرقة تتشابه ألفاظها، فيجمعها في سياق واحد، ويرتبها بطريقة توحي أن
الآيات جميعاً تعطي فكرة معينة دون أن يلاحظ السياق الخاص بكل آية، وعادة ما يكون
هذا النوع من الاستنتاج إستنتاجاً خاطئاً، لأن الذي يفسر القرآن الكريم طبقاً لهذا
الأسلوب يمتلك في ذهنه إطاراً معيناً مسبقاً يفسِّر على ضوئه الآيات القرآنية،
فيُحمِّلها ما قد لا تحتمله.
وعلى هذا فإن أحد الشروط الأساسية في فهم القرآن، والتفسير الموضوعي
له، محاولة التدبر في الآية من خلال سياقها، واقتباس فكرة منها، ثم تكرار هذه
المحاولة بالنسبة إلى الآيات الأخرى التي يتشابه موضوعها مع موضوع هذه الآية، ثم
ربط الفكرتين مع بعضهما، والاستنباط منهما.