انتهت، في حين إن البعض الآخر قد يكون مصدره التوجهات الفقهية، أو
عدم تطور العلم آنذاك.
وعلى سبيل المثال فإن آية [كَأَنَّمَا
يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ] [1]
وضع المفسّرون أمامها مجموعة كبيرة من الاحتمالات قد لا تكون صحيحة جميعها، فهذه
الآية تعني إن الإنسان لا يمكنه الصعود في السماء كمثل للإنسان الكافر الذي يحاول
الوصول إلى شيء مستحيل، ونحن الآن نستطيع أن ندرك الرابط بين الكلمتين.
وهناك ملاحظة في هذا المجال وهي أننا إذا صادفنا آية قرآنية لم نستطع
فهمها رغم محاولاتنا المتكررة، ففي هذه الحالة علينا أن لا نأتي بمعنى بعيد عن
الآية الكريمة لنفرضه عليها، بل علينا أن نعتبرها من المتشابهات التي لا يعلمها
إلّا الله والراسخون في العلم، فمن الممكن أن تمضي قرون مستقبلًا نكتشف فيها
أبعاداً جديدة من العلم، وفي ضوء هذه الأبعاد تكون هذه الآيات مفهومة، أما الآن
فعلينا أن نكتفي بظاهرها دون الغوص في باطنها فيؤد بنا هذا الغوص إلى اضطرابات
أكثر في الفهم.
وهكذا فإن للاستفادة من التفاسير، ومن الروايات التفسيرية أصولًا
ومبادئ علينا أن نلتزم بها من أجل ضمان فهم أكثر وأعمق للآيات القرآنية، وبالتالي
تحقيق الحد الأقصى من القدرة على تطبيق مصاديق ومضامين الآيات القرآنية على واقعنا
الراهن.