من الملاحظ أن القرآن الكريم ينهج أسلوب الإشارة المفيدة في عرضه
القصصي، وقد تكون هذه الإشارة موسّعة، فيها شيء من التفصيلات عند اقتضاء الضرورة،
كما هو الحال في عرضه لقصة النبي موسى (عليه السلام) في إظهار تبليغه الرسالة،
ومقارعة الطاغوت، وإقامة حكم الله تعالى في الأرض، وكذلك الحال في قصة النبي يوسف
(عليه السلام).
غير أن القرآن الكريم دأب على العموم إلى الإشارة الموجزة في كثير من
الأحيان كما هو الحال في سورة هود مثلًا-.
وفي الإشارة الموجزة لا يهتم القرآن عادةً بتفاصيل الأحداث، والأخذ
بكل جوانبها، صغيرها وكبيرها .. لذلك نجد المفسرين لازالوا مختلفين حول أبعاد قصص
القرآن.
فعلى سبيل المثال نراهم يختلفون في آرائهم ونظرياتهم في مواطن
الأحداث وتفاصيل القصص كما هو الحال بالنسبة لعاد أو ثمود، أو من أين إنطلق النبي
نوح (عليه السلام) وأين رست سفينته، ثم ما هي اللغات التي كانوا يتحدثون بها، وكيف
هي صور حياتهم ومعيشتهم،