والوسواس يأتي من طريقين؛ من الداخل، ومن الخارج، فالذي يأتي من
الداخل هو هاجس الخوف والتردد الذاتي الصادر من قلب الإنسان، ونفسه الأمّارة
بالسوء، وأما ما ينفذ من الخارج فيتمثل في التثبيط الاجتماعي على يد أولئك الذين
يحيون هاجس الخوف، فيخافون، ويخيفون غيرهم.
ولأجل أن يتخلص الإنسان من مطرقة الخارج، وسندان الداخل ينبغي عليه
أن يتوكل على الله تعالى، ويقاوم الوساوس بنوعيها؛ أي النفس الأمّارة بالسوء،
ووسوسة الآخرين الذين نهت الأحاديث والروايات الشريفة عن استشارتهم في الأمور
لأنهم يتحدثون وينطقون عن الشيطان، وقد نهت الأحاديث استشارة الجبان والبخيل.
3 عدم تهويل الأخطاء البسيطة
ينبغي على الإنسان المؤمن أن لا يهوِّل على نفسه القضايا والأمور،
فإذا أردتَ مثلًا أن تصبح خطيباً، فلا تحدِّث نفسك بما يجعلك تتردد وتفشل، كالخوف
مثلًا من التلعثم، والخطأ، والخجل عند الوقوف أمام الحضور، بل ابدأ هذه التجربة
الجديدة بخطواتها الاولى حتى تصل إلى المرحلة النهائية، ولأميرالمؤمنين (ع) في هذا
المجال كلمة معبِّرة يقول فيها