فالقرآن هو بمثابة خريطة هذه الحياة المحفوفة بالأخطار، وعدم
الاهتداء بهذه الخريطة، واتّباع ما جاء فيها من توجيهات وإرشادات سيوقع الإنسان في
منزلق السقوط والشقاء في الدنيا والآخرة.
والقرآن هو ينبوع الحكمة الثرّ، وفيه ضالة الإنسان في البحث عن
السعادة، والأمن، والسلام، والعيش الهانئ الرغيد في الحياة، وهو الوسيلة التي
يُنتقل بها من السعادة المؤقتة في هذه الدنيا إلى السعادة الأبدية في الآخرة، فما
أكثر خسران ذلك الذي يجعل بينه وبين القرآن حجاباً، فلا ينتفع به، ولا يهتدي
بهداه، ولا يأخذ بصراطه المستقيم، فيخسر حينئذ دنياه وآخرته وهذا هو الخسران
المبين.
رأس الحكمة مخافة الله
وهكذا فإن القرآن هو ينبوع الحِكَم ومنهلها، ولعل زبدة هذه الحِكَم
هي «مخافة الله» كما يقول الحديث الشريف
، وهنا يتساءل الإنسان، كيف أصبحت مخافة الله رأس الحكمة كلها؟
الجواب هو أن الفضائل لما كانت تتدرج ويتصل بعضها ببعض، فإنها في
تدرجها وتواصلها هذا تكون كهيئة الهرم؛ أي أنها تتدرج من القاعدة حتى تبلغ القمة،
وهذه القمة هي الإيمان بالله ومخافته عزّ وجلّ، ويمكننا أن