بصائر الوحي ومسؤولية التطبيق‌

لابد أن نعرف أنّ في القرآن أحكاماً عامة تسمى ب- (البصائر)، وأنّ هناك أحكاماً خاصة نسميها ب- (الأحكام الفقهية)، وإن البصائر القرآنية هي التي تزوِّد الإنسان بالوعي للحياة؛ كيف يعيش، ولماذا يحيى، وما هو مخططه العام في حياته؟

القرآن الكريم بصائر وأحكام‌

إن بصائر القرآن قد لا تعنى بالقضايا الجزئية ولكنها ترسم أمامنا الخطوط العريضة؛ بمعنى أنها تعطينا وعياً بالسنن العامة التي أجراها الله تعالى في الطبيعة، ووعد وهو صادق الوعد أن لا يغيّرها، ولا يبدّلها في قوله عزّ من قائل: [فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا] [1].

وهنا أحكام فقهية خاصة تهتم ببعض الجوانب المرتبطة بحياتنا من مثل أحكام القضاء، والزنا، وعموم أحكام الزواج، والأموال، والصلاة، والزكاة، والحج ... وبالرغم من أن القسم الثاني من البصائر القرآنية، أي الأحكام الفقهية، يتمتع بأهمية بالغة باعتباره صادراً من الله سبحانه، إلّا أن البصائر العامة في القرآن هي التي يجب‌