responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 391

مسؤولياتهم تجاه هذه الناقة المعجزة، وليُؤكِّد لهم أنّ الأمر ليس كما يبغون من تجاهل المعجزة الإلهية، ومن استغلالها بالصورة السيئة.

نعم؛ إنّ المعجزة الإلهية لا تجري على أيدي الأنبياء، والرسل، والأئمة عليهم السلام عبثاً أبداً، إذ لا محل للعبث في ناموس الحكمة الربانية، بل الأمر كله محسوب بأدق الحساب.

وإذا كانت السُّنن الإلهية التي أجراها الله تعالى للخليقة، مثل الجاذبية، ومثل الضغط الجوي، ومثل قابلية النار للإحراق، ومثل سُنَّة الموت، هي الحاكمة على نظام الخليقة من أصغر ذرة إلى أوسع مجرة، فإنّ عالَم الأمر الإلهي يختلف عن عالَم السُّنن هذه. إنه دستور يصدر مباشرة من الله تعالى، فيتحقَّق في أقل من لمح بالبصر.

وهكذا فإن السُّنَّة شي‌ء، والأمر شي‌ء آخر.

والحقائق الربانية تُشير وتُؤكِّد أن الفراغات الحاصلة في السُّنن الإلهية يأتي فيها وخلالها الأمر الإلهي، ولا مستحيل يقف بوجه تحقُّق الأمر الإلهي، إذ السُّنن وما نُسمِّيه (بالنُّظُم) هي من خلق الله، وتحت هيمنته، ولا تجري إلَّا بأمره أيضاً.

وهكذا رأينا كيف خرجت الناقة من رحم الجبل، رغم أنّ السُّنَّة في الخلق تقول بعدم إمكانية تحوُّل الصخر إلى ناقة حية وذات مميزات خاصة، تكون الإساءة إليها مساوية للهلاك والتعرُّض للعذاب الأكيد. وذلك لأن الأمور كلها إنما هي بيد الله تعالى وفي قبضته، يفعل فيها ما يشاء، وهو العليم الحكيم. هذا ما أكَّده ربُّنا سبحانه في قوله إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ‌ [1].


[1] سورة يس، آية: 82.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 391
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست