responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 96  صفحه : 262

فيلزمك دم، فإذا غربت الشمس فامض [1].
42 - كتاب زيد النرسي: عن علي بن مزيد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما أحد ينقلب من الموقف من بر الناس وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم، إلا برحمة ومغفرة، يغفر للكافر ما عمل في سنته، ولا يغفر له ما قبله ولا ما يفعل بعد ذلك، ويغفر للمؤمن من شيعتنا جميع ما عمل في عمره وجميع ما يعمله في سنة بعد ما ينصرف إلى أهله من يوم يدخل إلى أهله سنته ويقال له بعد ذلك: قد غفر لك، وطهرت من الدنس، فاستقبل واستأنف العمل، وحاج غفر له ما عمل في عمره ولا يكتب عليه سيئة فيما يستأنف، وذلك أن تدركه العصمة من الله فلا يأتي بكبيرة أبدا، فما دون الكبائر مغفور له [2].
43 - ومنه عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله عز وجل ينظر إلى أهل عرفة من أول الزوال حتى إذا كان عند المغرب ونفر الناس وكل الله ملكين بحيال المأزمين، يناديان عند المضيق الذي رأيت: يا رب سلم سلم، والرب يصعد إلى السماء ويقول جل جلاله: آمين آمين رب العالمين فلذلك لا تكاد ترى صريعا ولا كسيرا [3].


[١] الهداية ص ٦٠ ونمرة: الجبل الذي عليه أنصاب الحرم من حدود عرفة.
[٢] كتاب زيد النرسي ص ٤٩ من الأصول الستة عشر.
[٣] كتاب زيد النرسي ص ٥٤ وهذا الحديث وأضرابه ساقط لا يعتنى به ولا يؤبه براويه أيا كان، وقد أمرنا في عدة روايات وفيها الصحاح بعرض كل حديث على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله فمنها قول رسول الله صلى الله عليه وآله ان على كل حق حقيقة، وعلى كل صواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه. وقد روى عين هذا الأثر عن علي عليه السلام وقول الباقر عليه السلام وابنه الصادق عليه السلام لبعض أصحابهما: لا تصدق علينا الا بما يوافق كتاب الله وسنة نبيه. وقول الصادق عليه السلام: ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف، وقوله: كل شئ مردود إلى الكتاب والسنة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف، وقوله عليه السلام: ما أتاكم عنا من حديث لا يصدقه كتاب الله فهو باطل، وقوله عليه السلام إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله عليه وآله والا فالذي جاءكم به أولى به. وقوله عليه السلام لمحمد بن مسلم:
يا محمد ما جاءك من رواية من بر أو فاجر يوافق القرآن فخذ به، وما جاءك من رواية من برأوا فاجر يخالف القرآن فلا تأخذ به.
إلى غير ذلك من الأحاديث الامرة بعرض كل حديث على كتاب الله وسنة نبيه. وهذا الحديث واضرابه مما يوهم القول بالتجسيم أو صريح في لا يمكن اقراره ولا اخذ به لمخالفته لكتاب الله وهو شاهد ناطق بأنه جل وعلا (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهوا للطيف الخيبر) وانه تعالى (ليس كمثله شئ) وقوله (الا انه بكل شئ محيط) وغير ذلك مما ورد في آي الذكر الحكيم في كمال صفاته جل وعلا واحاطته بكل شئ ولا يحويه شئ ولقد قال مولانا أمير المؤمنين (ع) أول الدين معرفته، وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الاخلاص له، وكمال الاخلاص له نفى الصفات عنه، لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف انه غير الصفة، فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثناه، ومن ثناه فقد جزأه، ومن جزأه فقد جهله، ومن جهله فقد أشار إليه ومن أشار إليه فقد حده، ومن حده فقد عده، ومن قال فيم؟ فقد ضمنه ومن قال علام؟ فقد أخلي منه، كائن لا عن حدث، موجود لا عن عدم، مع كل شئ لا بمقارنة، وغير كل شئ لا بمزايلة فاعل لا بمعنى الحركات والآلة. إلى غير ذلك مما ورد في نفى الجسم والصورة والتحديد و نفى الزمان والمكان والكيف ونفى الحركة والانتقال بل ونفى إحاطة الأوهام بكنه جلاله تقدست أسماؤه وعظمت آلاؤه.
فأحاديث النزول إلى سماء الدنيا وأشباهها لا تؤخذ بنظر الاعتبار لمخالفتها لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله، بل هي من الأحاديث المدسوسة في كتب أصحابنا القدماء وتلقاها بعض المتأخرين فرواها كما هي وتحمل في تأويلها، ولو أنا جعلنا حديث يونس بن عبد الرحمن نصب أعيننا وتشدده في الحديث لعلمنا أن الدس كان منذ أيام الصادق عليه السلام بل في أيام الباقر عليه السلام وهذه الأحاديث كلها مدسوسة فقد ورد في الكشي ص ١٩٥ طبع النجف:
عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن ان بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر فقال له: يا أبا محمد ما أشدك في الحديث؟ وأكثر انكارك لما يرويه أصحابنا؟ فما الذي يحملك على رد الأحاديث؟.
فقال: حدثني هشام بن الحكم انه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة، فان المغيرة ابن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبى فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله فانا إذا حدثنا قلنا قال الله عز وجل وقال رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال يونس: وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر ووجدت أصحاب أبي عبد الله عليه السلام متوافرين، فسمعت منهم وأخذت كتبهم فعرضتها من عبد على أبى الحسن الرضا عليه السلام فأنكر منها أحاديث كثيرة أن تكون من أحاديث أبى عبد الله عليه السلام وقال لي: ان أبا الخطاب كذب على أبى عبد الله عليه السلام لعن الله أبا الخطاب، وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسون هذه الأحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله (ع) فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن، فانا ان تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة، أما عن الله وعن رسوله نحدث، ولا نقول قال فلان وفلان، فيتناقض كلامنا، ان كلام آخرنا مثل كلام أولنا، وكلام أولنا مصداق لكلام آخرنا، وإذا أتاكم من يحدثكم بخلاف ذلك فردوه عليه وقولوا أنت أعلم وما جئت به فان مع كل قول منا حقيقة وعليه نور، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك قول الشيطان.
فمن جميع ما تقدم ظهر لنا ان أحاديث التشبيه والتجسيم والحلول وأضرابها لا تقبل ويضرب بها عرض الجدار وإن رويت في أصح كتاب أو رواها أوثق رجل مضافا إلى ذلك أن هذا الحديث - حديث زيد النرسي - فيه مناقشة خاصة من حيث سنده فهو:
١ - لم يصرح بتوثيق زيد في كتب القدماء، وما استدل به بعض المتأخرين على وثاقته مردود، فإنه اجتهاد منه. وشهادته عن حدس لا عن حس فهي لا تكفى في المقام . ولو سلمنا وثاقته لا لما ذكره بل لوقوعه في اسناد كامل الزيارات فان:
٢ - كتاب زيد كما ذكره النجاشي أو أصله كما ذكره الشيخ وان رواه ابن أبي عمير وجماعة عنه الا ان ذلك لا يدل على توثيق الكتاب جميعه وان اشتمل على ما يخالف الكتاب والسنة. مع أن محمد بن الحسن بن الوليد وتلميذة الشيخ الصدوق طعنا فيه وقالا: هو من وضع محمد بن موسى السمان، وهو - السمان - وإن كان من رجال نوادر الحكمة الا ان ابن الوليد وابن بابويه وأبا العباس بن نوح استثنوا جماعة كان منهم السمان.
وقد قال فيه ابن الغضائري: ضعيف يروى عن الضعفاء، كما حكى عن جماعة من القميين الطعن عليه بالغلو والارتفاع. وما ذكر في الدفاع عن كتاب زيد من قول ابن الغضائري لا يصلح للرد إذ ان ابن الغضائري عقب على اعراض ابن الوليد وتلميذة الصدوق عن كتاب زيد النرسي وكتاب زيد الزراد وطعنهما فيها بقوله:
غلط أبو جعفر - يعنى الصدوق - في هذا القول فانى رأيت كتبهما مسموعة من محمد ابن أبي عمير اه‌. وهذا لا ينفى ان يكون لزيد النرسي كتاب رواه ابن أبي عمير وآخر وضعه محمد بن موسى السمان فكان ما رواه ابن أبي عمير هو الذي رآه ابن الغضائري، وما وضعه السمان هو الذي رآه الصدوق. فيكون كل من الشيخين على حجته. ومن المحتمل قويا أن الكتابين اختلطت أحاديثهما، أو بعضها فكان من أحاديث السمان هذا الحديث وأضرابه.
ولنختم الكلام بحديث يفند هذا الحديث وما شاكله رواه ثقة الاسلام في الكافي ج ١ ص ١٢٥ بسنده عن أبي إبراهيم عليه السلام وقد ذكر عنده قوم يزعمون أن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا فقال عليه السلام: ان الله لا ينزل ولا يحتاج إلى أن ينزل إنما منظره في القرب والبعد سواء، لم يبعد منه قريب، ولم يقرب منه بعيد، ولم يحتج إلى شئ بل يحتاج إليه، وهو ذو الطول لا إله إلا هو العزيز الحكيم، أما قول الواصفين: انه ينزل تبارك وتعالى فإنما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص أو زيادة، وكل متحرك محتاج إلى من يحركه أن يتحرك به، فمن ظن بالله الظنون هلك، فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حد تحدونه بنقص أو زيادة، أو تحريك أو تحرك، أو زوال أو استنزال، أو نهوض أو قعود، فان الله عز وجل عن صفة الواصفين ونعت الناعتين وتوهم المتوهمين وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 96  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست