responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 94  صفحه : 352

والقبيح، ودع المراء، وأذى الخادم، وليكن عليك وقار الصيام ولا تجعل يوم صومك يوم فطرك.
ورأيت في أصل من كتب أصحابنا قال: وسمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الكذبة ليفطر الصيام، والنظرة بعد النظرة، والظلم كله قليله وكثيره.
ومن كتاب علي بن عبد الواحد النهدي رحمه الله باسناده إلى عثمان بن عيسى عن محمد بن عجلان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ليس الصيام من الطعام و الشراب أن لا يأكل الانسان ولا يشرب، فقط، ولكن إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك وبطنك وفرجك، واحفظ يدك وفرجك وأكثر السكوت إلا من خير، وارفق بخادمك.
ومن كتاب النهدي باسناده إلى أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيسر ما افترض الله على الصائم في صيامه ترك الطعام والشراب.
أقول: فانظر قول النبي صلى الله عليه وآله: إن أيسر واجبات الصوم ترك المطعوم والمشروب ورأيت أهمه ترك ذلك، ففارقت سبيل علام الغيوب.
أقول: والاخبار كثيرة في هذه الباب، فينبغي لذوي الألباب حيث قد عرفوا أن صوم الجوارح وصونها عن السيئات من جملة المهمات، أن يراعوا جوارحهم مراعاة الراعي الشفيق على رعيته، وأن يحفظوها من كل ما يفطرها ويخرجها من قبول عبادته، وإلا فليعلم كل من كان عارفا بشروط كمال الصيام، ورضي لنفسه بالاهمال أنه مستخف بصومه، ومخاطر بما يتعقب فيه من الأعمال، وليكن على خاطره أن سقم الغفلة والذنوب يطوف حول أعماله، ويحاول أن يحول بينه وبين مالك إقباله، فيمسي في صيامه في كثير من الأوقات، وقلبه قد أفطر في الجنايات [الجهالات] والغفلات، ولسانه قد أفطر بالكلام بالغيبة أو بمعونة على ظلم أو تعمد إثم، وبما لا يليق بالمراقبات، وعينه قد أفطرت بالنظر إلى ما لا يحل عليه أو بالغفلة عن مراعاة المنعم الذي يتواصل إحسانه إليه، وسمعه قد أفطر بسماع ما لا يجوز الاصغاء إليه، ويده قد أفطرت باستعمالها فيما لم يخلق لأجله، وقدمه

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 94  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست