responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 80  صفحه : 164

أبواب لباس المصلي [1] (باب) * (ستر العورة، وعورة الرجال والنساء في الصلاة) * * (وما يلزمهما من الثياب فيها، وصفاتها وآدابها) * الآيات: الأعراف: يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون * يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما.
إلى قوله تعالى: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد.
إلى قوله سبحانه: قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون [1].


[١] الأعراف: ٢٦ - ٣٢، أما الآيتان الأوليان، فكما مر الكلام فيهما في ج ٧٩ ص ٢٩٥ - ٢٩٧، عرفت أن المراد باللباس الذي يوارى سوآت الناس هو الإزار، لكن لبس هذا الإزار بمعنى عدم كشف السوآت ليس مختصا بحال الصلاة، لان كشفهما من الفاحشة المحرمة، ولذلك وجه الخطاب إلى كل البشر بقوله (يا بني آدم) وأما قوله تعالى: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) فالمراد الإزار والرداء كما مر توضيحه في ج ٧٩ ص ٢٩٨ وإنما عبر عنهما بالزينة لكونهما موجبا لتزيين البدن وحشمته، ولما قال (عند كل مسجد) والمسجد موضع الصلاة، كان المراد أخذ الزينة بلبس الإزار والرداء عند الصلاة، ولذلك كره الصلاة من دون رداء بحيث يعرى أعالي البدن.
وهذه الآية من المتشابهات على اصطلاح القرآن المجيد حيث إنها تشبه الآيات التي هي أم الكتاب: توهم كونها مستقلة برأسها وليس كذلك.
بيان هذا انجازا لما وعدنا في ج ٨٢ ص ٣٢٢ أنه قال الله عز وجل: (هو الذي أنزل عليك الكتاب: منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات. فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله - وما يعلم تأويله الا الله - والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا أولوا الألباب) آل عمران: ٧.
والمعنى أن آيات القرآن على قسمين: قسم هي محكمات وهن مع ذلك أم الكتاب و أصله ومرجعه، وقسم آخر هي محكمات تشابه أم الكتاب.
فكل الآيات محكمة لقوله تعالى (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) هود: ١، مثلا قوله تعالى (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) الآية من القسم الأول فان الصلاة فرض مستقل في حد نفسها، والآية أم الكتاب وأصل يرجع إليه فروع: كقوله تعالى (وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد) ومعناه في السنة: (لا صلاة لجار المسجد الا في المسجد) وقوله تعالى: (فاقرؤا ما تيسر من القرآن) ومعناه في السنة (لا صلاة الا بفاتحة الكتاب)، وأمثال ذلك مما سنشرحه في محله. فظاهر تلك الأوامر كلها يشبه أم الكتاب وكونها مستقلة يجب الاتيان بها في نفسها، لكن بعضها أم الكتاب مستقل في حد نفسها كالصلاة والصوم والحج، وبعضها متشابه به غير مستقل أدخلها النبي صلى الله عليه وآله في الفرائض المستقلة، الحاق الفرع بالأصل والولد بأمه.
فأما الذين في قلوبهم زيغ واعوجاج عن الفطرة وميل إلى الاستبداد وهوى إلى الرئاسة، يتبعون بأهوائهم ما تشابه أم الكتاب، مع أن المتشابهات لا يصلح اتباعها الا بعد تأويلها وهو ارجاعها إلى أمها، ولا يعلم تأويل ذلك الا الله عز وجل وهو بمعزل عن الاتصال بالوحي، ومع جهلهم يدعون علم ذلك ومعرفتهم بالأم والمتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله كما زعموا أن قوله تعالى (إذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) وقوله (فإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) مستقلة من أمهات الكتاب، ويفتون بوجوب الاستعاذة والانصات والاستماع عند قراءة القرآن مطلقا، وليس كذلك كما أجمع عليه أهل الفقه بأن شيئا من ذلك ليس بواجب الا في الصلاة.
وأما الراسخون في العلم والايمان فهم يعترفون بأن الأمهات والمتشابهات كلها نزلت من عند الله، فلابد وأن يوحى علمه إلى رسوله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور: يقولون آمنا به كل من عند ربنا ولسنا نتبع الكتاب الا بإشارة الرسول وعترته، وما يذكر سر ذلك الا أولوا الألباب الذين أخذوا بالكتاب والعترة وهجروا مقالة الزائغين الذين قالوا حسبنا كتاب الله.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 80  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست