responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 77  صفحه : 202

10 - المحاسن: عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عمرو بن شمر قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إني لألعق أصابعي من المآدم حتى أخاف أن يرى خادمي أن ذلك من جشع، وليس ذلك كذلك، إن قوما أفرغت عليهم النعمة وهم أهل الثرثار، فعمدوا إلى مخ الحنطة فجعلوه خبزا هجائا فجعلوا ينجون به صبيانهم حتى اجتمع من ذلك جبل.
قال: فمر رجل صالح على امرأة وهي تفعل ذلك بصبي لها، فقال:
ويحكم اتقوا الله لا تغير ما بكم من نعمة، فقالت: كأنك تخوفنا بالجوع؟ أما ما دام ثرثارنا يجري فانا لا نخاف الجوع، قال: فأسف الله عز وجل وضعف لهم الثرثار، وحبس عنهم قطر السماء ونبت الأرض، قال: فاحتاجوا إلى ما في أيديهم فأكلوا ثم احتاجوا إلى ذلك الجبل، فإن كان ليقسم بينهم بالميزان [1].
ايضاح: قال الجوهري: الجشع محركة أشد الحرص وأسوؤه، قوله:
" هجائا " كذا فيما رأينا من نسخ الكافي [2] والمحاسن، وفي القاموس: هجأ جوعه كمنع هجأ وهجوءا سكن وذهب، والطعام أكله، وبطنه ملأه وهجي كفرح التهب جوعه، والهجأة كهمزة الأحمق انتهى فيحتمل أن يكون بالتشديد صفة للخبز أي صالحا لرفع الجوع أو أن يكون بالتخفيف مصدرا أي فعلوا ذلك حمقا وسفاهة، ولا يبعد أن يكون تصحيف هجانا أي خيارا جيادا كما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام " هذا جناي وهجانه فيه " [3].


[١] المحاسن ص ٥٨٦.
[٢] الكافي ج ٦ ص ٣٠١، راجعه.
[3] وحكى عن الطريحي أنه ضبط كلمة " هجائا " منجاء، وجعله اسم آلة من نجا ينجو، وجعل قوله " ينجون به صبيانهم " تفسيرا لذلك، وعندي أن كلها حسن وليس به، والصحيح أنه مصحف " هجانا " والهجان جمع الهجين: الذي لم يدرك ولم يبلغ بعد كالهاجنة للصبية تزوج قبل بلوغها، والنخلة تحمل صغيرة، فوصف الخبز بالهجان يفيد أنها أخرجت من التنور قبل أن تخبز كاملا بحيث تكون لينة، كما مر في خبر علي بن إبراهيم تحت الرقم 5 " أنهم " كانوا يستنجون بالعجين ويقولون هو ألين لنا " ويحتمل أن يكون مصحفا عن العجان وعجان أيضا جمع عجين، كما وقع في هذا التفسير، لكن العجين اليابس غير لين، الا إذا كان المراد ما اختبز لا باشتداد.
ومن المحقق أنهم كانوا يخبزون تلك العجان أو الهجان شبه الأنملة الكبيرة رأسها، ولذلك وقع التعبير عنها بالتماثيل كما سيجئ عن العياشي تحت الرقم 16، أو بالسبائك جمع السبيكة كما يأتي بعد هذا الحديث.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 77  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست