responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 76  صفحه : 279

وقال تعالى: قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة [1].
1 - قرب الإسناد: عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادقة، عن أبيه عليهما السلام قال:
من اتخذ نعلا فليستجدها، ومن اتخذ ثوبا فليستنظفه، ومن اتخذ دابة فليستفرهها، ومن اتخذ امرأة فليكرمها، فإنما امرأة أحدكم لعبة، فمن اتخذها فلا يضيعها، ومن اتخذ شعرا فليحسن إليه، ومن اتخذ شعرا فلم يفرق فرقه الله


[١] يا بني آدم كما طفق أبواكم يخصفان عليهما من ورق الجنة ليسترا سوأتها، يجب عليكم أن تستروا سوآتكم، لان كشفها فاحشة وقد عددنا وهيأنا لستر عوراتكم فأنزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم (وهو الإزار، فان اللباس هو ما يشتمل به ويلبس وأما المخيط منها فهو قميص وسربال وغير ذلك) وريشا " (وهو الرداء تشبيها بريش الطير يلتف على جناحه كما يلتف الرداء على اليدين، والرداء أيضا ثوب غير مخيط).
فهذان الثوبان هما اللذان رضيتهما لكم وألبستهما الأنبياء وقبلت منكم زيارة بيتي فيهما ودعوتكم إلى الوفادة عندي بعد لبسهما، وجعلتهما آخر لبسكم من لباس الدنيا حين تكفنون بهما، فهذان الثوبان جعلتهما لكم لا حفظكم من بعض الفاحشة التي هي كشف سوآتكم في الملاء، وأما لباس التقوى، ذلك اللباس خير من هذا اللباس فإنه يحفظكم عن كل فاحشة تأمر بها الشيطان ويستر عليكم وعنكم الفواحش كلها ما ظهر وما بطن، فالبسوا جلباب التقوى كما تلبسون الإزار والرداء ولا حول ولا قوة الا بالله.
[١] الأعراف: ٣٢، وهذه الآية تتعلق بقوله تعالى فيما سبق " وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها " الآية، والمعنى يا بني آدم انا لا نأمركم بالفحشاء ومنها كشف العورة للملاء، خصوصا عند طواف البيت تعبدا لله عز وجل، بل الشيطان هو الذي يأمركم بذلك، كما فعل ذلك بأبويكم في الجنة ينزع عنهما لباسهما بل آمركم أنا أن تأخذوا زينتكم عند كل مسجد، وإن كان غير بيت الله الذي بناه إبراهيم الخليل عليه السلام.
فعبر عن الإزار والرداء اللذين ذكرهما بالزينة لكونهما موجبا " لتزيين الأعضاء أسافلها وأعاليها، والمراد بالأخذ ليس استصحابهما من دون لبسهما والاشتمال بهما، فان الاخذ لما اعتبر بالنسبة إلى الزينة، وليس الزينة مما يؤخذ باليد ويستصحب، كان بمعناه الكنائي بقرينة لفظ الزينة فكما قال عز وجل " خذوا حذركم " بمعنى خذوا أهبتكم للحرب والبسوا الدرع والبيضة، هكذا قوله: " خذوا زينتكم " بمعنى خذوا ما تتزينون به وهو الإزار والرداء، لان أحدهما يستر عورتكم ولولاه لقبح منظركم ومرآكم، والاخر كالريش يزين جناحكم كما يزين جناحي الطير.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 76  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست