responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 76  صفحه : 217

{98 باب القمار} الآيات: البقرة: [يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيها إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما [1].
المائدة: حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير - إلى قوله تعالى - وأن تستقسموا بالأزلام [2].
وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب و الأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهم أنتم منتهون [3]].
1 - تفسير علي بن إبراهيم: فأما الميسر فالنرد والشطرنج، وكل قمار ميسر، وأما


[١] البقرة: ٢١٩.
[٢] المائدة: ٤.
[٣] المائدة: ٩٣ وقال الطبرسي في المجمع: وروى علي بن إبراهيم في تفسيره (راجع ص ١٥٠) عن الصادقين عليهما السلام أن الأزلام عشرة: سبعة لها أنصباء وثلاثة لا أنصباء لها، فالتي لها أنصباء: الفذ، والتوأم، والمسبل، والنافس، والحلس، والرقيب والمعلى. فالفذله سهم، والتوأم له سهمان، والمسبل له ثلاثة أسهم، والنافس له أربعة أسهم، والحلس له خمسة أسهم، والرقيب له ستة أسهم، والمعلى له سبعة أسهم.
والتي لا أنصباء لها: السفيح والمنيح والوغد، وكانوا يعمدون إلى الجزور فيجزؤنه أجزاء ثم يجتمعون عليه فيخرجون السهام ويدفعونها إلى رجل وثمن الجزور على من تخرج له التي لا أنصباء لها، وهو القمار فحرمه الله تعالى.
أقول، وقد روى في ترتيب الاسهام غير ذلك، فعن التهذيب والفقيه; الفذ والتوأم والنافس والحلس والمسبل والمعلى والرقيب، وعن تفاسير أهل السنة: الفذ والتوأم والرقيب والحلس والنافس والمسبل والمعلى، وقد جمع في شعر ابن الحاجب هكذا:
هي فذ وتوأم ورقيب * ثم حلس ونافس ثم مسبل والمعلى والوغد ثم سفيح * ومنيح وذي الثلاثة تهمل ولكل مما عداها نصيب * مثله أن تعد أول أول وكيف كان يشبه هذا الاستقسام بالأزلام، المقارعة التي تداولت في عصرنا هذا بشراء أوراق لها قيمة متساوية اعتبارا " ثم يعطون إلى جمع من أولئك الذين اشتروا الأوراق بحكم القرعة شطرا " كثيرا " من المال المتخذة من جميعهم، وقد يعطى واحد منهم مائة ألف باشترائه ورقة واحدة تعتبر عندهم باثنين أو خمسة، ومع ذلك يبقى لجاعل الأوراق مآت ألوف.
هذا هو الاستقسام بالأزلام، وأما الميسر والقمار، فلا يكون الا باللعب أي لعب كان، فان القمار مصدر باب المفاعلة ولا يتحقق الا بين اثنين يلعبان بالنرد أو الشطرنج أو الكعاب وغير ذلك حتى الخاتم والجوز، ومثل ذلك لفظ الميسر، قال في المجمع: الميسر القمار، اشتق من اليسر وهو وجوب الشئ لصاحبه من قولك يسر لي هذا الشئ ييسر يسرا وميسرا:
إذا وجب لك، والياسر، الواجب بقداح وجب لك أو غيره انتهى.
ومن الآيات التي فسر بالنهي عن الشطرنج قوله تعالى في سورة الحج: ٣٠:
" فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور " قال الطبرسي: " فاجتنبوا الرجس من الأوثان " من هنا للتبين، والتقدير فاجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان، وروى أصحابنا أن اللعب بالشطرنج والنرد وسائر أنواع القمار من ذلك، وقيل إنهم كانوا يلطخون الأوثان بدماء قرا بينهم فسمى ذلك رجسا ".
أقول: لفظ " من " إنما يأتي للتبين مطردا " إذا تلا " ما " أو " مهما " وليس يحمل لفظ القرآن الذي جاء بلسان عربي مبين على ما هو غير مطرد بل غير معلوم، بل " من " هنا للتبعيض والمعنى أن الأوثان: منها ما هو رجس وهو إذا تقومر بها، ومنها ما هو غير ذلك، والذي هو رجس قد ذكره الله عز وجل في قوله " إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ".
فكل ما تقومر به فهو رجس لهذه الآية وبعض ما تقومر به الشطرنج الذي صنعت آلاته مصورا " كالأوثان وهي الشاه والوزير والصورة والفيل والجندي وغير ذلك، فيجب الاجتناب من الشطرنج وإن كان من دون رهان فافهم ذلك، وسيأتي في الباب الآتي روايات كثيرة تؤيد ذلك، وتذكر أن المراد بالرجس من الأوثان: الشطرنج، وليس فيها أن النرد و سائر أنواع القمار منها كما ذكره الطبرسي.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 76  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست