responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 76  صفحه : 117

{86 باب} * (حرمة شرب الخمر وعلتها والنهى عن التداوي) * (بها، والجلوس على مائدة يشرب عليها وأحكامها) الآيات: البقرة: يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما [1].
المائدة: إنما الخمر والميسر والأنصاب - إلى قوله تعالى -: منتهون [2].
النحل: ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا " ورزقا " حسنا " [3].


[١] البقرة ٢١٩.
[٢] المائدة ٩٠.
[٣] النحل: ٦٧، قال الطبرسي في المجمع ج 6 ص 370: السكر على أربعة أوجه: الأول: ما أسكر من الشراب، والثاني ما طعم من الطعام، والثالث السكون ومنه ليلة ساكرة أي ساكنة، والرابع المصدر من قولك سكر سكرا، ومنه التسكير: التحيير في قوله تعالى " سكرت أبصارنا ".
وقال في ص 371: " ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا " قيل معناه من ثمرات النخيل والأعناب ما تتخذون منه سكرا "، وقيل أن تقديره: ومن ثمرات النخيل والأعناب شئ تتخذون منه سكرا وهو كل ما يسكر من الشراب والخمر، و الرزق الحسن ما أحل منهما كالخل والزبيب والرب والرطب والتمر، وروى الحاكم في صحيحة بالاسناد عن ابن عباس أنه سئل عن هذه الآية، فقال: السكر ما حرم من ثمنها والرزق الحسن ما أحل من ثمرها.
قال قتادة: نزلت الآية قبل تحريم الخمر ونزل تحريمها بعد ذلك في سورة المائدة قال أبو مسلم: ولا حاجة إلى ذلك سواء كان الخمر حراما " أم لم يكن، لأنه تعالى خاطب المشركين وعدد انعامه عليهم بهذه الثمرات، والخمر من أشربتهم، فكانت نعمة عليهم، و قيل: إن المراد بالسكر ما يشرب من أنواع الأشربة مما يحل الرزق الحسن ما يؤكل والحسن: اللذيذ.
وقد أخطأ من تعلق بهذه الآية في تحليل النبيذ، لأنه سبحانه إنما أخبر عن فعل كانوا يتعاطونه، فأي رخصة في هذا اللفظ، والوجه فيه أنه سبحانه أخبر أنه خلق هذه الثمار لينتفعوا بها، فاتخذوا منها ما هو محرم عليهم، ولا فرق بين قوله هذا وبين قوله " تتخذون أيمانكم دخلا بينكم ".
أقول: فرق بينهما لان قوله تعالى " تتخذون منه سكرا " في مقام الامتنان وقوله " تتخذون أيمانكم " في مقام الانكار وقبله " ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة " نعم مثله في مقام الامتنان قوله: " تتخذون من سهولها قصورا " وتنحتون الجبال بيوتا " فاذكروا آلاء الله ".
وأما قول ابن عباس ومن تبعه بأن الرزق الحسن ما أحل منها، وفى مقابلة السكر ما حرم منها يأباه المقام فإنه في مقام الامتنان بالطيبات، يشهد بذلك آيات قبله بانزال الماء من السماء واسقاء اللبن من بين فرث ودم، وآيات بعده باخراج العسل: شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس.
والظاهر أن السكر معرب " شكر " بالفارسية: فكما أن الشكر هو ماء قصب يؤخذ ويغلى بالنار حتى يقول كالعسل فيؤتدم به هكذا صقر التمر وسقر العنب: يؤخذ ويغلى بالنار حتى يقول، ليؤتدم به، وهو الدبس وكلها رزق حسن اتخذها البشر بالهام الله عزو جل فعملها كذلك، لئلا يطرؤها فساد الحموضة، وتبقى للائتدام بها والارتزاق سنين كثيرة.
وكثيرا ما يغلى دبس السكر " شيرهء شكر " زائدا " حتى يعلوه رغوة وزبد يتحجر كاللوح فتؤخذ على حدة وتسمى بالفارسية " شكرك " وهو الذي سموه بالعربية " سكرة " كقبرة أو هي لغة حبشية على ما يظن، ويسمى دبس التمر والعنب صقرا " وسقرا " - بفتحتين بالسين والصاد - أيضا ويشبهان لفظ " شكر " لفظا " ومعنا "، ولعلهما تعريبان لكلمة " شكر " بصورة أخرى، وقد سمى جهنم " سقر " تشبيها " لموادها المذابة الدائمة الغليان بالشيرج المغلية و " صقر " لغة في " سقر " فعلى هذا الرزق الحسن هو الخل في مقابل السكر.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 76  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست