responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 75  صفحه : 316

إذا أنت اعتصمت بالله فقد هديت إلى صراط مستقيم.
يا هشام من أكرمه الله بثلاث فقد لطف به: عقل يكفيه مؤونة هواه، وعلم يكفيه مؤونة جهله، وغنى يكفيه مخافة الفقر.
يا هشام احذر هذه الدنيا واحذر أهلها، فإن الناس فيها على أربعة أصناف: رجل متردي معانق لهواه، ومتعلم مقري [1] كلما ازداد علما ازداد كبرا، يستعلى [2] بقراءته وعلمه على من هو دونه، وعابد جاهل يستصغر من هو دونه في عبادته، يحب أن يعظم ويوقر، وذو بصيرة عالم عارف بطريق الحق يحب القيام به، فهو عاجز أو مغلوب ولا يقدر على القيام بما يعرف‌ [- ه] فهو محزون مغموم بذلك، فهو أمثل أهل زمانه [3] وأوجههم عقلا.
يا هشام أعرف العقل وجنده، والجهل وجنده تكن من المهتدين، قال هشام: فقلت جعلت فداك لا نعرف إلا ما عرفتنا؟
فقال عليه السلام: يا هشام إن الله خلق العقل وهو أول خلق خلقه الله من الروحانيين عن يمين العرش من نوره [4] فقال له: أدبر فأدبر. ثم قال له:
أقبل فأقبل. فقال الله عز وجل: خلقتك خلقا [عظيما] وكرمتك على جميع خلقي. ثم خلق الجهل من البحر الأجاج الظلماني، فقال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقبل، فلم يقبل. فقال له: استكبرت فلعنه. ثم جعل للعقل خمسة


[1] فاعل من قرأ وفى بعض النسخ " متقرى ".
[2] في بعض النسخ " يستعلن ".
[3] الأمثل: الأفضل.
[4] عن يمين العرش أي أقوى جانبيه وأشرفهما. و " من نوره " أي من نور ذاته.
" فقال له الخ " مضى بيان ما فيه في أوائل ج 77 من كلمات رسول الله صلى الله عليه وآله في حكمه مواعظه فليطلبه هنا. قوله عليه السلام: " فلا يكون خلفا أعظم منه " إذ به يقوم كل شئ فيكون أكرم من كل مخلوق. والجهل يكون منبع الشرور فله قابلية لكل شر.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 75  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست