responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 75  صفحه : 166

واعلم يا جابر أن أهل التقوى هم الأغنياء، أغناهم القليل من الدنيا فمؤونتهم يسيرة، إن نسيت الخير ذكروك، وإن عملت به أعانوك. أخروا شهواتهم ولذاتهم خلفهم وقدموا طاعة ربهم أمامهم، ونظروا إلى سبيل الخير وإلى ولاية أحباء الله فأحبوهم، وتولوهم واتبعوهم.
فأنزل نفسك من الدنيا كمثل منزل نزلته ساعة ثم ارتحلت عنه، أو كمثل مال استفدته في منامك ففرحت به وسررت ثم انتبهت [1] من رقدتك وليس في يدك شئ، وإني إنما ضربت لك مثلا [2] لتعقل وتعمل به إن وفقك الله له. فاحفظ يا جابر ما استودعك [3] من دين الله وحكمته: وانصح لنفسك، وانظر ما الله عندك في حياتك، فكذلك يكون لك العهد عنده في مرجعك، وانظر فإن تكن الدنيا عندك على [غير] ما وصفت لك فتحول عنها إلى دار المستعتب اليوم [4]، فلرب حريص على أمر من أمور الدنيا قد ناله، فلما ناله كان عليه وبالا وشقي به، ولرب كاره لأمر من أمور الآخرة قد ناله فسعد به.
3 - تحف العقول [5]: ومن كلامه عليه السلام في أحكام السيوف سأله رجل من شيعته عن


[١] في بعض النسخ " استنبهت " وفى الكافي والكشف " استيقظت ".
[٢] في الكافي " هذا مثلا ".
[٣] في بعض النسخ " ما استودعتك " وفى الكافي والكشف " ما استرعاك ".
[٤] قال الفيض رحمه الله: أي ان تكن الدنيا عندك على غير ما وصفت لك فتكون تطمئن إليها فعليك أن تتحول فيها إلى دار ترضى فيها ربك يعنى أن تكون في الدنيا ببدنك وفى الآخرة بروحك تسعى في فكاك رقبتك وتحصيل رضا بك حتى يأتيك الموت. وليست في - بعض النسخ لفظة " غير " وعلى هذا فلا حاجة إلى التكلف في معناه. والاستعتاب الاسترضاء.
[٥] التحف ص ٢٨٨ ورواه الكليني (ره) في الكافي ج ٥ ص ٨ عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد وعلي بن محمد القاساني عن المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " سأل رجل عن حروب أمير المؤمنين عليه السلام وكان القائل من محبينا فقال: بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله بخمسة أسياف - الخ ". ورواه شيخ الطائفة (ره) أيضا في التهذيب ص ٤٦ من المجلد الثاني والصدوق (ره) في الخصال.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 75  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست