responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 422

وقال عليه السلام: أشكر الناس أقنعهم، وأكفر هم للنعم أجشعهم [1].
في أمثال [2] هذا الكلام المفيد للحكمة، وفصل الخطاب لم نستوف ما جاء في معناه عنه لئلا ينتشر به الخطاب ويطول الكتاب، وفيما أثبتناه منه مقنع لذوي الألباب.
41 - مجالس المفيد [3]: عن محمد بن الحسين المقري، عن علي بن الحسين الصيدلاني، عن أحمد بن محمد مولى بني هاشم، عن أبي نصر المخزومي، عن الحسن بن أبي الحسن البصري قال:
لما قدم علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام البصرة مر بي وأنا أتوضأ فقال:
يا غلام أحسن وضوءك يحسن الله إليك. ثم جازني فأقبلت أقفوا أثره فحانت منه التفاتة فنظر إلي فقال: يا غلام ألك إلي حاجة؟ قلت: نعم علمني كلاما ينفعني الله به فقال يا غلام من صدق الله نجى، ومن أشفق على دينه سلم من الردى. ومن زهد في الدنيا قرت عينه بما يرى من ثواب الله عز وجل. ألا أزيدك يا غلام؟ قلت: بلى يا أمير المؤمنين قال: من كن فيه ثلاث خصال سلمت له الدنيا والآخرة: من أمر بالمعروف وائتمر به، ونهى عن المنكر وانتهى عنه، وحافظ على حدود الله، يا غلام أيسرك أن تلقى الله يوم القيامة وهو عنك راض؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين: قال كن في الدنيا زاهدا وفي الآخرة راغبا، وعليك بالصدق في جميع أمورك فان الله تعبدك وجميع خلقه بالصدق [4] ثم مشى حتى دخل سوق البصرة فنظر إلى الناس يبيعون ويشترون فبكى بكاء شديدا ثم قال: يا عبيد الدنيا وعمال أهلها إذا كنتم بالنهار تحلفون، وبالليل في فراشكم تنامون، وفي خلال ذلك عن الآخرة تغفلون، فمتى تجهزون الزاد [5] وتفكرون في المعاد؟! فقال له رجل: يا أمير المؤمنين إنه لابد لنا من المعاش فكيف نصنع؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: إن طلب المعاش من حله لا يشغل عن عمل الآخرة فان قلت لابد


[1] أي أشدهم حرصا.
[2] تتمة كلام المفيد (ره) وذكرها هنا غير مناسب إنما يناسب كتاب الارشاد.
[3] مجالس المفيد ص 69.
[4] تعبده أي دعاه للطاعة أو اتخذه عبدا له.
[5] في المصدر " تحرزون الزاد ".

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 422
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست