responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 296

الناس إن الله أرسل إليكم رسولا ليزيح به علتكم، ويوقظ به غفلتكم، وإن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الامل، أما اتباع الهوى فيصدكم [1] عن الحق، وأما طول الامل فينسيكم الآخرة. ألا وإن الدنيا قد ترحلت مدبرة وإن الآخرة قد أقبلت مقبلة، ولكل واحد منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فان اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل، و اعلموا أنكم ميتون ومبعوثون من بعد الموت، ومحاسبون على أعمالكم ومجازون بها فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور، فإنها دار بالبلاء محفوفة وبالعناء والغدر موصوفة وكل ما فيها إلى زوال وهي بين أهلها دول وسجال [2] لا تدوم أحوالها، ولا يسلم من شرها نزالها، بينا أهلها منها في رخاء وسرور إذا هم في بلاء وغرور، العيش فيها مذموم، والرخاء فيها لا يدوم، أهلها فيها أهداف وأغراض مستهدفة [3] وكل فيها حتفه مقدور وحظه من نوائبها موفور، وأنتم عباد الله على محجة من قد مضى، وسبيل من كان ثم انقضى [4] ممن كان أطول منكم أعمارا، و أشد بطشا وأعمر ديارا، أصبحت أجسادهم بالية، وديارهم خالية وآثارهم عافية فاستبدلوا بالقصور المشيدة، والنمارق الموسدة [5] بطون اللحود ومجاورة اللدود في دار ساكنها مغترب، ومحلها مقترب. بين قوم مستوحشين متجاورين غير متزاورين لا يستأنسون بالعمران، ولا يتواصلون تواصل الجيران. على ما بينهم من قرب الجوار ودنو الدار، وكيف يكون بينهم تواصل، وقد طحنتهم البلى، وأظلتهم الجنادل و


[1] في المصدر " فيضلكم ".
[2] أي تارة لهم وتارة عليهم.
[3] زاد في المصدر " وأسبابها مختلفة ".
[4] في المصدر " واعلموا عباد الله أنكم وما أنتم فيه من زهرة الدنيا على سبيل من قد مضى - الخ " وجعل ما في المتن نسخة.
[5] في المصدر " والنمارق الموسدة الصخور والأحجار في القبور التي خرب فناؤها وتهدم بناؤها فمحلها مقترب وساكنها مغترب الخ ". والمغترب: الظاعن.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست