responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 258

فليرفع إليك أمورهم، ثم اعمل فيهم بالاعذار إلى الله يوم تلقاه، فإن هؤلاء أحوج إلى الانصاف من غيرهم وكل فأعذر إلى الله في تأدية حقه إليه، وتعهد أهل اليتم والزمانة والرقة في السن، ممن لا حيلة له ولا ينصب للمسألة نفسه، فاجر لهم أرزاقا فإنهم عباد الله فتقرب إلى الله بتخلصهم، وضعهم مواضعهم في أقواتهم وحقوقهم، فإن الأعمال تخلص بصدق النيات، ثم إنه لا تسكن نفوس الناس أو بعضهم إلى أنك قد قضيت حقوقهم بظهر الغيب دون مشافهتك بالحاجات [1] وذلك على الولاة ثقيل. والحق كله ثقيل. وقد يخففه الله على أقوام طلبوا العاقبة [2] فصبروا نفوسهم ووثقوا بصدق موعود الله لمن صبر واحتسب فكن منهم واستعن بالله واجعل لذوي الحاجات منك قسما تفرغ لهم فيه شخصك وذهنك من كل شغل، ثم تأذن لهم عليك وتجلس لهم مجلسا تتواضع فيه لله الذي رفعك وتقعد عنهم جندك وأعوانك [3] من أحراسك وشرطك تخفض لهم في مجلسك ذلك جناحك وتلين لهم كنفك [4] في مراجعتك ووجهك حتى يكلمك متكلمهم غير متعتع [5]، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في غير موطن: " لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متعتع ". ثم احتمل الخرق منهم والعي [6] ونح عنك الضيق


[1] المشافهة: المخاطبة بالشفه أي من فيه إلى فيه والمراد حضورهم.
[2] في بعض النسخ " العافية ".
[3] تأمر بأن يقعد عنهم ولا يتعرض لهم. والأحراس: جمع حارس وهو من يحرس الحاكم من وصول المكروه إليه. أي أعوان الحاكم. والشرط - بضم ففتح -: جمع شرطة - بضم فسكون - وهم طائفة من أعوان الولاة وسموا بذلك لأنهم اعلموا أنفسهم بالعلامات يعرفون بها. وهم المعروفون الان بالضابطة.
[4] الكنف - بالتحريك - الجانب، الظل.
[5] التعتعة في الكلام: التردد فيه من عى أو عجز والمراد غير خائف منك ومن أعوانك وفى النهج " غير متتعتع " في الموضعين ولعله أصح.
[6] الخرق - بالضم -: العنف. والعى بالكسر -: العجز عن النطق أي أطق واصبر، لا تضجر من هذا ولا تغضب لذاك.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست