responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 199

وحليف الهموم، وقرين الأحزان، ورصيد الآفات، وصريع الشهوات [1] وخليفة الأموات.
أما بعد فان فيما تبينت من إدبار الدنيا عني وجموح الدهر علي وإقبال الآخرة إلي ما يزعني عن ذكر من سواي [2] والاهتمام بما ورائي غير أني حيث تفرد بي دون هم الناس هم نفسي، فصدفني رأيي وصرفني عن هواي، وصرح لي محض أمري فأفضى بي إلى جد لا يرى معه لعب، وصدق لا يشوبه كذب [3] وجدتك بعضي بل وجدتك كلي [4] حتى كان شيئا لو أصابك أصابني، وحتى كان الموت لو أتاك أتاني، فعناني من أمرك ما يعنيني عن أمر نفسي [5] فكتبت إليك كتابي، هذا مستظهرا به إن أنا بقيت لك أو فنيت [6].
فأوصيك بتقوى الله يا بني، ولزوم أمره، وعمارة قلبك بذكره، والاعتصام بحبله، وأي سبب أوثق من سبب بينك وبين الله جل جلاله إن أخذت به فأحي قلبك بالموعظة، وأمته بالزهد، وقوة باليقين، ونوره بالحكمة، وذلله بذكر الموت، وقرره بالفناء [7] وأسكنه بالخشية، وأشعره بالصبر، وبصره فجائع الدنيا [8] وحذره صولة


[1] الحليف المحالف، والحلف - بالكسر وبالفتح -: المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد. والرصيد: الرقيب والذي يرصد. والصريع: الطريح.
[2] جمع الفرس إذا غلب على صاحبه فلم يملكه. ويزعني أي يمنعني ويصدني. و لفظة " ما " مفعول " تبينت ".
[3] صدفه: صرفه والضمير للرأي، والمحض: الخالص، وأفضى أي انتهى. والشوب المزج والخلط.
[4] إذ كان هو الخليفة له والقائم مقامه ووارث علمه وفضائله.
[5] عناني أي أهمنى من أمرك ما أهمنى من أمر نفسي.
[6] كتب عليه السلام إليه هذه الوصية ليكون له ظهرا ومستندا يرجع إلى العمل بها في حالتي بقائه وفنائه عنه.
[7] أي اطلب منه الاقرار بالفناء.
[8] الفجائع جمع الفجيعة وهي المصيبة تفزع بحلولها.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست