responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 72  صفحه : 200

بيان: " ضع أمر أخيك " أي احمل ما صدر عن أخيك من قول أو فعل على أحسن محتملاته، وإن كان مرجوحا من غير تجسس حتى يأتيك منه أمر لا يمكنك تأويله، فان الظن قد يخطئ والتجسس منهي عنه كما قال تعالى: " إن بعض الظن إثم " [1] وقال: " ولا تجسسوا " [2] وقوله: " ما يغلبك " في بعض النسخ بالغين، فقوله: منه متعلق بيأتيك أي حتى يأتيك من قبله ما يعجزك ولم يمكنك التأويل، وفي بعض النسخ بالقاف من باب ضرب كالسابق أو من باب الافعال فالظرف متعلق بيقلبك، والضمير للأحسن قوله عليه السلام: ولا تظنن تأكيد لبعض أفراد الكلام السابق، أو السابق محمول على الفعل، وهذه الجملة مروية في نهج البلاغة وفيه " من أحد ومحتملا " والحاصل أنه إذا صدرت منه كلمة ذات وجهين، وجب عليك أن تحملها على الوجه الخير، وإن كان معنى مجازيا بدون قرينة أو كناية أو تورية أو نحوهما، لا سيما إذا ادعاه القائل.
ومن هذا القبيل ما سماه علماء العربية أسلوب الحكيم كما قال الحجاج للقبعثرى متوعدا له بالقيد: لأحملنك على الأدهم، فقال القبعثري: مثل الأمير يحمل على الأدهم والأشهب، فأبرز وعيده في معرض الوعد، ثم قال الحجاج للتصريح بمقصوده: إنه حديد، فقال القبعثري: لان يكون حديدا خير من أن يكون بليدا.
وقال الشهيد الثاني روح الله روحه وغيره ممن سبقه: اعلم أنه كما يحرم على الانسان سوء القول في المؤمن، وأن يحدث غيره بلسانه بمساوي الغير كذلك يحرم عليه سوء الظن وأن يحدث نفسه بذلك، والمراد بسوء الظن المحرم عقد القلب و حكمه عليه بالسوء من غير يقين، فأما الخواطر وحديث النفس فهو معفو عنه كما أن الشك أيضا معفو عنه، قال الله تعالى " اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم " [3] فليس لك أن تعتقد في غيرك سوءا إلا إذا انكشف لك بعيان لا يحتمل التأويل، و ما لم تعلمه ثم وقع في قلبك فالشيطان يلقبه، فينبغي أن تكذبه فإنه أفسق الفساق وقد قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إن جائكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا


[١] الحجرات: ١٢.
[٢] الحجرات: ١٢.
[٣] الحجرات: ١٣.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 72  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست