responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 368

البهايم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم وأخذوا بعض ما في أيديهم، ولم يحكموا بغير ما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم [1].
بيان: " خمس " مبتدأ مع تنكيره مثل كوكب انقض الساعة، والجملة الشرطية خبره أو خمس فاعل فعل محذوف أي تكون خمس، والفاحشة الزنا، وفي القاموس السنة الجدب والقحط والأرض المجدبة، والجمع سنون، وفي النهاية السنة الجدب، يقال: أخذتهم السنة إذا أجدبوا وأقحطوا، والمؤنة القوت، وشدة المؤنة ضيقها، وعسر تحصيلها.
وقيل: يترتب على كل واحد منها عقوبة تناسبه، فان الأول لما كان فيه تضييع آلة النسل، ناسبه الطاعون الموجب لانقطاعه، والثاني لما كان القصد فيه زيادة المعيشة ناسبه القحط وشدة المؤنة وجور السلطان بأخذ المال وغيره، والثالث لما كان فيه منع ما أعطاه الله بتوسط الماء ناسبه منع نزول المطر من السماء، والرابع لما كان فيه ترك العدل والحاكم العادل ناسبه تسلط العدو وأخذ الأموال، والخامس لما كان فيه رفض الشريعة وترك القوانين العدلية ناسبه وقوع الظلم بينهم وغلبة بعضهم على بعض.
وأقول: يمكن أن يقال: لما كان في الأول مظنة تكثير النسل، عاملهم الله بخلافه، وفي الثالث لما كان غرضهم توفير المال منع الله القطر ليضيق عليهم، وأشار بقوله: " ولولا البهائم لم يمطروا " إلى أن البهايم لعدم صدور المعصية منهم وعدم تكليفهم استحقاقهم للرحمة أكثر من الكفرة، وأرباب الذنوب والمعاصي، كما دلت عليه قصة النملة، واستسقاؤها وقولها: اللهم لا تؤاخذنا بذنوب بني آدم، ويومي إليه قوله تعالى: " بل هم أضل سبيلا " [2].
والمراد بنقض عهد الله وعهد رسوله نقض الأمان والذمة التي أمر الله برعايتها والوفاء بها، وإذا خفرت الذمة أديل لأهل الشرك من أهل الاسلام، وهو الظاهر


[١] الكافي ج ٢ ص ٣٧٣.
[٢] الفرقان: ٤٤.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست