responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 245

حين نظر إلى عيسى عليه السلام جازه: بسم الله، بصحه يقين منه فمشى] [1] على الماء ولحق بعيسى عليه السلام.
فدخله العجب بنفسه، فقال: هذا عيسى روح الله يمشي على الماء وأنا أمشي على الماء، فما فضله علي؟ قال: فرمس في الماء فاستغاث بعيسى فتناوله من الماء فأخرجه ثم قال له: ما قلت يا قصير؟ قال: قلت: هذا روح الله يمشي على الماء وانا أمشي فدخلني من ذلك عجب، فقال له عيسى: لقد وضعت نفسك في غير الموضع الذي وضعك الله فيه، فمقتك الله على ما قلت، فتب إلى الله عز وجل مما قلت قال: فتاب الرجل وعاد إلى المرتبة التي وضعه الله فيها، فاتقوا الله ولا يحسدن بعضكم بعضا [2].
بيان: في القاموس ساح الماء يسيح سيحا وسيحانا جرى على وجه الأرض والسياحة بالكسر والسيح الذهاب في الأرض للعبادة ومنه المسيح انتهى.
وأقول: كان من شرايع عيسى عليه السلام: السياحة في الأرض للاطلاع على عجائب قدرة الله وهداية عباد الله، والفرار من أعدائه، وملاقاة أوليائه، فنسخ ذلك في شرعنا وقد روي لا سياحة في الاسلام، وسياحة هذه الأمة الصيام.
" فدخله العجب " فإن قيل: هذا إما عجب كما صرح به أو غبطة حيث تمنى منزلة عيسى عليه السلام لكنه تجاوز عن حد نفسه حيث لم يكن له أن يتمنى تلك الدرجة الرفيعة التي لا يمكن حصولها له، فكيف فرعه عليه السلام على النهي عن الحسد؟ قلت الظاهر أنه كان الحامل له على الجرأة على هذا التمني الحسد بمنزلة عيسى واختصاصه بالنبوة حيث قال: فما فضله علي؟ أو أنه لما رأى مساواته لعيسى عليه السلام في فضيلة واحدة، حسد عيسى عليه السلام على نبوته وأنكر فضله عليه، كما قال بعض الكفار " أنؤمن لبشرين مثلنا " [3].


[١] ما بين العلامتين أضفناه من المصدر.
[٢] الكافي ج ٢ ص ٣٠٦.
[٣] المؤمنون: ٤٨.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست