responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 207

متاعا ويحمله إلى بيته، وهذا خلاف عادة المتواضعين، كان رسول الله يفعل ذلك وقال علي عليه السلام: لا ينقص الرجل من كماله ما حمل من شئ إلى عياله، وقال بعضهم: رأيت عليا اشترى لحما بدرهم فحمله في ملحفته، فقال: أحمل عنك يا أمير المؤمنين، قال: لا أبو العيال أحق أن يحمل.
ومنها اللباس إذ يظهر به التكبر والتواضع، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
البذاذة من الايمان، قيل: هي الدون من الثياب، وعوتب علي عليه السلام في إزار مرقوع، فقال: يقتدي به المؤمن، ويخشع له القلب. وقال عيسى عليه السلام: جودة الثياب خيلاء القلب، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من ترك زينة لله ووضع ثيابا حسنة تواضعا لله وابتغاء وجهه، كان حقا على الله أن يدخله عبقري الجنة.
فان قلت: فقد قال عيسى عليه السلام: جودة الثياب خيلاء القلب، وقد سئل نبينا صلى الله عليه وآله من الجمال في الثياب هل هو من الكبر؟ فقال: لا، ولكن الكبر من سفه الحق وغمص الناس، فكيف طريق الجمع بينهما؟.
فاعلم أن الثوب الجيد ليس من ضرورته أن يكون من التكبر في حق كل أحد في كل حال، وهو الذي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وهو الذي عرفه رسول الله صلى الله عليه وآله من حال ثابت بن قيس إذ قال: إني امرؤ حبب إلي الجمال ما ترى؟ فعرفه أن ميله إلى النظافة وجودة الثياب لا ليتكبر على غيره، فإنه ليس من ضرورته أن يكون من الكبر، وقد يكون ذلك من الكبر كما أن الرضا بالثوب الدون قد يكون من التواضع، فإذا انقسمت الأحوال نزل قول عيسى عليه السلام على بعض الأحوال، على أن قوله: خيلاء القلب، يعني قد يورث خيلاء في القلب، وقول نبينا: أنه ليس من الكبر، يعني أن الكبر لا يوجبه ويجوز أن لا يوجبه الكبر، ثم يكون هو مورثا للكبر.
وبالجملة فالأحوال تختلف في مثل هذا، والمحمود الوسط من اللباس الذي لا يوجب شهرة بالجودة، ولا بالرذالة، وقد قال صلى الله عليه وآله: كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير سرف ولا بخل، إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست