responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 192

والتكبر يقال على وجهين: أحدهما أن تكون الأفعال الحسنة كثيرة في الحقيقة، وزائدة على محاسن غيره، وعلى هذا وصف الله تعالى بالمتكبر وقال تعالى: " العزيز الجبار المتكبر " [1] الثاني أن يكون متكلفا لذلك متشبعا وذلك في وصف عامة الناس نحو قوله عز وجل: " فبئس مثوى المتكبرين " [2] وقوله تعالى: " كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار " [3] ومن وصف بالتكبر على الوجه الأول فمحمود، ومن وصف به على الوجه الثاني فمذموم.
ويدل على أنه قد يصح أن يوصف الانسان بذلك، ولا يكون مذموما قوله تعالى: " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق " [4] فجعل المتكبرين بغير الحق مصروفا.
والكبرياء هي الترفع عن الانقياد، وذلك لا يستحقه غير الله قال تعالى " وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم " [5] ولما قلنا روي عنه عليه السلام يقول عن الله تعالى: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني في شئ منهما قصمته " قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آبائنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض، وما نحن لكما بمؤمنين " [6] انتهى [7].
وأقول: الآيات والاخبار في ذم الكبر ومدح التواضع، أكثر من أن تحصى قال الشهيد قدس الله روحه: الكبر معصية والاخبار كثيرة في ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لن يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من الكبر. فقالوا: يا رسول الله إن أحدنا يحب أن يكون ثوبه حسنا وفعله حسنا فقال: إن الله جميل يحب الجمال ولكن الكبر بطر الحق وغمص الناس.
بطر الحق رده على قائله، والغمص بالصاد المهملة الاحتقار والحديث مؤول بما يؤدي إلى الكفر، أو يراد أنه لا يدخل الجنة مع دخول غير المتكبر بل بعده


[١] الحشر: ٢٣ [٢] الزمر: ٧٢.
[٣] غافر: ٣٥.
[٤] الأعراف: ١٤٦.
[٥] الجاثية: ٣٧.
[٦] يونس: ٧٨.
[٧] مفردات غريب القرآن 421 و 422.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست