responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 69  صفحه : 273

ذلك مما لو خلي ونفسه لكان لا يقدم عليه.
الثالثة أن يرائي بزيادات خارجة عن نفس النوافل، كحضوره الجماعة قبل القوم، وقصده الصف الأول، وتوجهه إلى يمين الامام، وما يجري مجراه، وكل ذلك مما يعلم الله منه أنه لو حلي بنفسه لكان لا يبالي من أين وقف ومتى يحرم بالصلاة، فهذه درجات الرياء بالنسبة إلى ما يرائي به وبعضه أشد من بعض، والكل مذموم.
الركن الثالث المرايا لأجله فان للمرائي مقصودا لا محالة، فإنما يرائي لادراك مال أو جاه أو غرض من الأغراض لا محالة وله أيضا ثلاث درجات:
الأولى وهي أشدها وأعظمها أن يكون مقصده التمكن من معصيته كالذي يرائي بعباداته ليعرف بالأمانة فيولى القضاء أو الأوقاف أو أمول الأيتام، فيحكم بغير الحق ويتصرف في الأموال بالباطل، وأمثال ذلك كثيرة.
الثانية أن يكون غرضه نيل حظ مباح من مال أو نكاح امرأة جميلة أو شريفة. فهذا رياء محظور لأنه طلب بطاعة الله متاع الدنيا ولكنه دون الأول.
الثالثة أن لا يقصد نيل حظ وإدراك مال أو شبهه، ولكن يظهر عبادته خيفة من أن ينظر إليه بعين النقص، ولا يعد من الخاصة والزهاد، كأن يسبق إلى الضحك أو يبدر منه المزاح، فيخاف أن ينظر إليه بعين الاحتقار، فيتبع ذلك بالاستغفار وتنفس الصعداء، وإظهار الحزن، ويقول: ما أعظم غفلة الانسان عن نفسه، والله يعلم منه أنه لو كان في الخلوة لما كان يثقل عليه ذلك.
فهذه درجات الرياء ومراتب أصناف المرائين، وجميعهم تحت مقت الله وغضبه وهي من أشد المهلكات.
وأما ما يحبط العمل من الرياء الخفي والجلي وما لا يحبط فنقول: إذا عقد العبد العبادة على الاخلاص ثم ورد وارد الرياء، فلا يخلو إما أن ورد عليه بعد فراغه من العمل أو قبل الفراغ، فان ورد بعد الفراغ سرور من غير إظهار فلا يحبط العمل، إذ العمل قد تم على نعت الاخلاص سالما من الرياء، فما يطرء بعده فنرجو

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 69  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست