responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 69  صفحه : 168

يا زرارة بقول الله أقول: يقول الله تعالى، " لم يدخلوها وهم يطمعون " [1] لو كانوا مؤمنين لدخلوا الجنة، ولو كانوا كافرين لدخلوا النار.
قال: فماذا؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: أرجأهم حيث أرجأهم الله أما إنك لو بقيت لرجعت عن هذا الكلام، وتحللت عنك عقدك.
قال: فأصحاب زرارة يقولون: لرجعت عن هذا الكلام وتحللت عنك عقد الايمان [2].


[١] الأعراف: ٢٦.
[٢] قال في القاموس: تحلل في يمينه: استثنى، وحل العقدة: نقضها فانحلت وقال: عقد الحبل والبيع والعهد يعقده: شده، والعقد، الضمان والعهد، والعقد - بالكسر - القلادة، والعقدة - بالضم - الولاية على البلد، والجمع كصرد - إلى أن قال: وتحللت عقده: سكن غضبه، فإذا عرفت هذا فهذا الكلام يحتمل وجوها:
الأول: أن يكون العقد بضم العين وفتح القاف جمع العقدة بالضم، والمراد انك ان كبر سنك رجعت عن هذا المذهب الباطل الذي استقر في نفسك، وانحلت عنك العقد التي في قلبك من الشكوك والشبهات في ذلك:
استعار العقد للشبهات وهي شايعة في المحاورات بين الناس وهذا أظهر الوجوه، و من قرء " تحللت " بصيغة المتكلم فهو تصحيف، إذ لم أجده في اللغة متعديا.
الثاني أن يكون المراد بتحلل العقد سكون غضبه على المخالفين كما مر عن القاموس.
الثالث هذا الذي ذكره الكشي حيث قال: وأصحاب زرارة يقولون الخ ولعل المراد بأصحاب زرارة القائلون بهذا القول الذي كان زرارة عليه، أولا، فإنهم لما لم يرجعوا عن هذا القول ظنوا أن الإمام عليه السلام كان يصوب رأي زرارة باطنا ويتكلم معه ظاهرا للتقية، فأخبر بأنه يرجع بعد كبره عن هذا القول، ويرجع بذلك عن الايمان، أو يضعف ايمانه، ولا يخفى ركاكة هذا التأويل، الا أن يكون مرادهم تحلل العقد في مسألة الايمان، فيرجع إلى ما ذكرنا أولا.
الرابع ما قيل: إن المعنى رجعت عن هذا القول الباطل وتحللت عنك هذه القلادة أو هذا الرأي.
الخامس: أي رجعت عن دين الحق وتحللت عنك هذا العهد والبيعة.
وأقول: لا يخفى اشتمال هذا الخبر على قدح عظيم لزرارة، ولم يجعله وأمثاله الأصحاب قادحة فيه، لاجماع العصابة على عدالته وجلالته وفضله وثقته، وورد الأخبار الكثيرة في فضله وعلو شأنه.
والحق أن علو شأن هؤلاء الاجلاء، وكثرة حاسديهم صار سببا للقدح فيهم وأيضا قدحوا في هذه الرواية (يعني رواية الكافي عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن رجل، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام: بالارسال وبمحمد بن عيسى اليقطيني وإن كان له مدح وتوثيق من بعض الأصحاب فإنه جزم السيد الجليل ابن طاوس بضعفه والصدوق محمد بن بابويه وشيخه ابن الوليد.
وقال الشهيد الثاني قده: قد ظهر اشتراك جميع الأخبار القادحة في استنادها إلى محمد بن عيسى وهو قرينة عظيمة على ميل وانحراف منه عن زرارة، مضافا إلى ضعفه في نفسه، منه رحمه الله في شرح الكافي.
وأقول: هذه الرواية من الكشي وان لم يكن في طريقه محمد بن عيسى اليقطيني ولكنه ضعيف بأحمد بن هلال، ولكن الحديث له طريق آخر في الكافي باب أصحاب الأعراف وهو محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة، فالحديث موثق بهذا السند كما اعترف به العلامة المؤلف في شرح الكافي ج ٢ ص ٣٩٦ حيث قال: موثق كالصحيح.
فالحق أن يقال: هذه المباحثة والمجادلة كان من زرارة في شبابه كما قال عليه السلام " فكيف تصبر وأنت شاب " وليس بلازم أن نقول بجلالة قدره ومعرفته الكاملة في شبابه، بل هو كلما طعن في السن صارت معرفته كاملة حتى بلغ ما بلغ.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 69  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست