responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 66  صفحه : 40

فقال " والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله " فقال الله عز وجل: لهم المغفرة والجنة إذا فعلوا ذلك، فقال النبي " سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " يعني المرجع في الآخرة، فأجابه قد فعلت ذلك بتائبي أمتك قد أوجبت لهم المغفرة ثم قال الله تعالى: أما إذا قبلتها أنت وأمتك وقد كانت عرضت من قبل على الأنبياء والأمم فلم يقبلوها فحق علي أن أرفعها عن أمتك فقال الله تعالى " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت " من خير " و عليها ما اكتسبت " من شر، ألهم الله عز وجل نبيه أن قال " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " فقال الله سبحانه: أعطيتك لكرامتك إلى آخر الخبر [1].
وأما المخالفون فهم اختلفوا في ذلك قال الرازي في تفسير هذه الآية: يروى عن ابن عباس أنه قال: لما نزلت هذه الآية جاء أبو بكر وعمر و عبد الرحمان بن عوف ومعاذ وناس إلى النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: يا رسول الله كلفنا من العمل مالا نطيق إن أحدنا ليحدث نفسه بما لا يحب أن يثبت في قلبه وإنه لذنب فقال النبي صلى الله عليه وآله فلعلكم تقولون كما قال بنو إسرائيل سمعنا وعصينا، فقولوا سمعنا و أطعنا، فقالوا سمعنا وأطعنا واشتد ذلك عليهم فمكثوا في ذلك حولا فأنزل الله تعالى " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " فنسخت هذه الآية، فقال النبي صلى الله عليه وآله: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثوا به أنفسهم ما لم يعملوا أو تكلموا به.
واعلم أن محل البحث في هذه الآية أن قوله " إن تبدوا " الخ يتناول حديث النفس والخواطر الفاسدة التي ترد على القلب، ولا يتمكن من دفعها، فالمؤاخذة بها تجري مجرى تكليف مالا يطاق، والعلماء أجابوا عنه من وجوه:
الأول أن الخواطر الحاصلة في القلب على قسمين فمنها ما يوطن الانسان نفسه عليه والعزم على إدخاله في الوجود، ومنها ما لا يكون كذلك، بل يكون أمورا خاطرة بالبال مع أن الانسان يكرهها ولكنه لا يمكنه دفعها عن نفسه، فالقسم الأول يكون مؤاخذا به، والثاني لا يكون مؤاخذا به، ألا ترى إلى قوله تعالى:


[1] ارشاد القلوب المجلد الثاني.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 66  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست