responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 66  صفحه : 205

إليه من ضيق الجهالة إلى سعة معرفته [1] ورحمته ولطفه، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
وكذا ما ورد من السنة المطهرة مما يشعر بقبوله الزيادة والنقصان يمكن حمله على ما ذكرناه كحديث الجوارح ذكره في الكافي باسناده، عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله عليه السلام [2] قال: قلت: صفه لي يعني الايمان جعلت فداك حتى أفهمه فقال: الايمان حالات ودرجات - إلى قوله - وبالنقصان دخل المفرطون النار انتهى.
ثم قال - رحمه الله -: اعلم أن سند هذا الحديث ضعيف لان في طريقه بكر بن صالح الرازي وهو ضعيف جدا كثير التفرد بالغرائب وأبو عمرو الزبيري وهو مجهول فسقط الاستدلال به. ولو سلم سنده فلا دلالة فيه على اختلاف نفس حقيقة الايمان ألا ترى أنه قال عليه السلام: " ولكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة " فأشار بذلك إلى نفس حقيقة الايمان التي يترتب عليها النجاة، وجعل الناقص عنها مما يترتب عليه دخول النار، فلم يكن إيمانا وإلا لم يدخل صاحبه النار لقوله تعالى: " وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات " [3] وجعل الزيادة في الايمان مما يوجب التفاضل في الدرجات، ولا ريب أن هذه الزيادة لو تركت، واقتصر المكلف على ما يحصل به التمام، لم يعاقب على ترك هذه الزيادة، ولأنه عليه السلام جعل التمام موجبا للجنة، فكيف يوجب العقاب ترك الزيادة، مع أن ما دونه وهو التمام يوجب الجنة، وعلى هذا فتكون الزيادة غير مكلف بها، فلم تكن داخلة في أصل حقيقة الايمان، لأنه مكلف به بالنص والاجماع، فيكون من الكمال، فظهر بذلك كون هذا الحديث دليلا على عدم قبول حقيقة الايمان للزيادة والنقصان لا دليلا على قبولهما.


[1] مغفرته خ ل.
[2] مر تحت الرقم 6 ص 23 فراجع.
[3] براءة: 72

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 66  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست