نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 6 صفحه : 60
الصانع متعاليا عن أن يرى ، [١] وكان ضعفهم وعجزهم عن إدراكه ظاهرا لم يكن بد [٢]من رسول بينه وبينهم ، معصوم يؤدي إليهم أمره ونهيه وأدبه ، ويقفهم على ما يكون به إحراز منافعهم [٣] ودفع مضارهم ، إذ لم يكن في خلقهم ما يعرفون به ما يحتاجون إليه من منافعهم ومضارهم ، فلو لم يجب عليهم معرفته وطاعته لم يكن لهم في مجئ الرسول منفعة ولا سد حاجة ، ولكان يكون إتيانه عبثا لغير منفعة ولا صلاح ، وليس هذا من صفة الحكيم الذي أتقن كل شئ.
فإن قال : فلم جعل اولي الامر وأمر بطاعتهم؟ قيل : لعلل كثيرة : منها أن الخلق لما وقعوا على حد محدود وامروا أن لا يتعدوا ذلك الحد « تلك الحدودع » لما فيه من فسادهم لم يكن يثبت ذلك ولا يقوم إلا بأن يجعل عليهم فيه أمينا يمنعهم من التعدي والدخول فيما حظر عليهم لانه لو لم يكن ذلك [٤] كذلك لكان أحد لا يترك لذته ومنفعته لفساد غيره ، فجعل عليهم قيما يمنعهم من الفساد ، ويقيم فيهم الحدود والاحكام.
ومنها أنا [٥] لا نجد فرقة من الفرق ولا ملة من الملل بقوا وعاشوا إلا بقيم و رئيس لما لابد لهم [٦]منه في أمر الدين والدنيا ، فلم يجز في حكمة الحكيم أن يترك الخلق مما يعلم أنه لابد لهم منه ولا قوام لهم إلا به ، فيقاتلون به عدوهم ، ويقسمون به [٧]فيئهم ، ويقيم [٨] لهم جمعتهم وجماعتهم ، ويمنع ظالمهم من مظلومهم.
ومنها أنه لو لم يجعل لهم إماما قيما أمينا حافظا مستودعا لدرست الملة ، وذهب الدين ، وغيرت السنة والاحكام ، ولزاد فيه المبتدعون ، ونقصمنهالملحدون ، وشبهوا ذلك على المسلمين ، لانا قد وجدنا [٩] الخلق منقوصين محتاجين ،
(١) في العلل : متعاليا عن أن يرى ويباشر. م [٢]في المصدرين : لم يكن بد لهم. م [٣]في العلل : اجتلاب منافعهم. م [٤]في العلل : ذلك لو لم يكن لكان. م [٥]في العلل لم نجد. م [٦]في العيون : ولما لابد لهم. م [٧]ليس في العيون لفظة « به ». م [٨]في العلل ويقيمون به. م [٨]في العلل : اذ قد وجدنا. م
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 6 صفحه : 60