نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 59 صفحه : 133
فسرحت وخرج الدم إلى أن امتلأ الطشت، فقال: اقطع، فقطعت وشد يده وردني إلى الحجرة فبت فيها، فلما أصبحت وظهرت الشمس دعاني وأحضر ذلك الطشت وقال: [1] سرح، فسرحت فخرج من يده مثل اللبن الحليب إلى أن امتلأ الطشت ثم قال: اقطع فقطعت وشد يده، وقدم [2] إلي تخت ثياب وخمسين دينارا وقال:
خذ هذا واعذر وانصرف، فأخذت [3] وقلت: يأمرني السيد بخدمة؟ قال: نعم، تحسن صحبة من يصحبك من دير العاقول.
فصرت إلى بختيشوع وقلت له القصة، فقال: أجمعت الحكماء على أن أكثر ما يكون في بدن الانسان [4] سبعة أمنان من الدم، وهذا الذي حكيت لو خرج من عين ماء لكان عجبا [5]، وأعجب ما فيه اللبن! ففكر ساعة ثم مكثنا [6] ثلاثة أيام بلياليها نقرأ الكتب على أن نجد لهذا الفصدة ذكرا في العالم فلم نجد. ثم قال: لم يبق اليوم في النصرانية أعلم بالطب من راهب بدير العاقول، فكتب إليه كتابا يذكر فيه ما جرى.
فخرجت وناديته، فأشرف علي فقال: من أنت؟ قلت: صاحب بختيشوع.
قال: معك كتابه؟ قلت: نعم، فأرخى لي زنبيلا [7] فجعلت الكتاب فيه، فرفعه وقرأ الكتاب ونزل من ساعته. فقال: أنت الذي فصدت الرجل؟ قلت: نعم، قال: طوبى
[1] فيه: فقال. [2] فيه: " ويقدم لي بنجب وثياب " وهو تصحيف. [3] فيه: فأخذت ذلك. [4] فيه: من الدم سبعة أمنان. [5] فيه: عجيبا. [6] فيه: ثم مكث ثلاثة أيام يقرأ الكتب: على أن يجد من هذه القصة ذكرا في العالم فلم يجد. [7] في المصدر " زبيلا ". قال: في القاموس: الزبيل كأمير وسكين وقد يفتح: القفة أو الجراب أو الوعاء.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 59 صفحه : 133