responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 54  صفحه : 308

بأنفسها غير مركبة، فمن امتزاج الحرارة واليبس حصلت النار، ومن الرطوبة و البرد حدث الماء، ومن الحرارة والرطوبة حدث الهواء، ومن امتزاج البرد و اليبس حصلت الأرض، ثم قال: إن الحرارة لما حركت طبيعة الماء والأرض تحرك الماء للطفه عن ثقل الأرض، وانقلب ما أصابه من الحر فصار بخارا لطيفا هوائيا رقيقا روحانيا، وهو أول دخان طلع من أسفل الماء وامتزج بالهواء فسما إلى العلو لخفته ولطافته، وبلغ الغاية في صعوده على قدر قوته ونفرته من الحرارة، ثم وقف فكان منه الفلك الأعلى، وهو فلك زحل، ثم حركت النار الماء أيضا فطلع منه دخان هو أقل لطفا مما صعد أو لا وأضعف، فلما صار بخارا سما إلى العلو بجوهره ولطافته ولم يبلغ فلك زحل لقلة لطافته عما قبله فكان منه الفلك الثاني، وهو فلك المشتري، وهكذا بين طلوع الدخان مرة مرة وتكون الأفلاك الخمسة الباقية عنه. ثم قال: والأفلاك السبعة بعضها في جوف بعض، وبين كل فلكين منها هواء واسع مملو أجزاء لا تتحرك.
ونقل صاحب الملل والنحل عن (فلو طرخيس) أيضا من الحكماء القدماء أنه قال: أصل المركبات هو الماء، فإذا تخلخل صافيا وجدت النار، وإذا تخلخل وفيه بعض الثقل صار هواء، وإذا تكاثف تكاثقا مبسوطا بالغا صار أرضا. وقد مر نقلا من التورية أن مبدء الخلق جوهر خلقه الله ثم نظر إليه نظر الهيبة فذابت أجزاؤه فصارت ماء إلى آخر ما مر، وقريب منه ما رواه العامة عن كعب أنه قال:
إن الله خلق ياقوتة خضراء ثم نظر إليها بالهيبة فصارت ماء يرتعد، ثم خلق الريح فجعل الماء على متنها، ثم وضع العرش على الماء، كما قال تعالى (وكان عرشه على الماء).
وقيل: أول المخلوقات الهواء، كما دل عليه ما ذكره علي بن إبراهيم في تفسيره، والظاهر أنه اخذ من خبر، لكن لا تعارض به الأخبار الكثيرة المسندة ومع صحته يمكن الجمع بحمل أولية الماء على التقدم الإضافي بالنسبة إلى الأجسام المشاهدة المحسوسة التي يدركها جميع الخلق، فإن الهواء ليس منها، و

نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 54  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست