نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 53 صفحه : 138
منهم بأوليائه المؤمنين ، ويجعل لهم الكرة عليهم ، فلا يبقى منهم إلا من هو مغموم بالعذاب ، والنقمة والعقاب ، وتصفو الارض من الطغاة ، ويكون الدين لله تعالى.
والرجعة إنما هي لممحضي الايمان من أهل الملة ، وممحضي النفاق منهم دون من سلف من الامم الخالية.
فصل :
وقد قال قوم من المخالفين لنا : كيف يعود كفار الملة بعد الموت إلى طغيانهم وقد عاينوا عذاب الله تعالى في البرزخ ، وتيقنوا بذلك أنهم مبطلون ، فقلت لهم : ليس ذلك بأعجب من الكفار الذين يشاهدون في البرزخ ما يحل بهم من العذاب ويعلمونه ضرورة ، بعد الموافقة لهم والاحتجاج عليهم بضلالهم في الدنيا فيقولون : « يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين » [١] فقال الله عزوجل « بل بدالهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لمانهوا عنه وإنهم لكاذبون » فلم يبق للمخالف بعد هذا الاحتجاج شبهة يتعلق بها فيما ذكرناه والمنة لله.
وقال السيد الشريف المرتضى 2 وحشره مع آبائه الطاهرين في أجوبة المسائل التي وردت عليه من بلد الري حيث سألوا عن حقيقة الرجعة ، لان شذاذ الامامية يذهبون إلى أن الرجعة رجوع دولتهم في أيام القائم 7 من دون رجوع أجسامهم :
الجواب : اعلم أن الذي تذهب الشيعة الامامية إليه أن الله تعالى يعيد عند ظهور إمام الزمان المهدي 7 قوما ممن كان قد تقدم موته من شيعته ، ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ، ومشاهدة دولته ، ويعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم فيلتذوا بما يشاهدون من ظهور الحق ، وعلو كلمة أهله.
والدلالة على صحة هذا المذهب أن الذي ذهبوا إليه مما لا شبهة على عاقل في أنه مقدور لله تعالى ، غير مستحيل في نفسه ، فانا نرى كثيرا من مخالفينا ينكرون الرجعة إنكار من يراها مستحيلة غير مقدورة ، وإذا ثبت جواز الرجعة