responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 5  صفحه : 230

ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا» [١] ويحك يا إبراهيم أتدري ما السبب والقصة في ذلك؟ وما الذي قد خفي على الناس منه؟ قلت : يابن رسول الله فبينه لي واشرحه وبرهنه.

قال : يا إبراهيم إن الله تبارك وتعالى لم يزل عالما قديما خلق الاشياء لا من شئ ومن زعم أن الله عزوجل خلق الاشياء من شئ فقد كفر لانه لو كان ذلك الشئ الذي خلق منه الاشياء قديما معه في أزليته وهويته كان ذلك أزليا ; بل خلق الله عزوجل الاشياء كلها لا من شئ ، فكان مما خلق الله عزوجل أرضا طيبة ، ثم فجر منها ماءا عذبا زلالا ، فعرض عليها ولايتنا أهل البيت فقبلتها ، فأجرى ذلك الماء عليها سبعة أيام حتى طبقها وعمها ، ثم نضب ذلك الماء عنها ، [٢] وأخذ من صفوة ذلك الطين طينا فجعله طين الائمة : ، ثم أخذ ثفل ذلك الطين فخلق منه شيعتنا ، ولو ترك طينتكم ياإبراهيم على حاله كما ترك طينتنا لكنتم ونحن شيئا واحدا.

قلت : يا بن رسول الله فما فعل بطينتنا؟ قال : أخبرك يا إبراهيم خلق الله عز وجل بعد ذلك أرضا سبخة[٣] خبيثة منتنة ، ثم فجر منها ماءا أجاجا ، آسنا ، مالحا ، فعرض عليها ولايتنا أهل البيت ولم تقبلها فأجرى ذلك الماء عليها سبعة أيام حتى طبقها وعمها ، ثم نضب ذلك الماء عنها ، ثم أخذ من ذلك الطين فخلق منه الطغاة وأئمتهم ، ثم مزجه بثفل طينتكم ، ولو ترك طينتهم على حاله ولم يمزج بطينتكم لم يشهدوا الشهادتين ولا صلوا ولا صاموا ولا زكوا ولا حجوا ولا أدوا أمانة ولا أشبهوكم في الصور ، وليس شئ أكبر على المؤمن من أن يرى صورة عدوه مثل صورته.

قلت : يابن رسول الله فما صنع بالطينتين؟ قال : مزج بينهما بالماء الاول والماء الثانى ، ثم عركها عرك الاديم ، ثم أخذ من ذلك قبضة فقال : هذه إلى الجنة ولا أبالي وأخذ قبضة أخرى وقال : هذه إلى النار ولا أبالي ; ثم خلط بينهما فوقع من سنخ المؤمن


[١]الهباء : دقاق التراب وما نبت في الهواء ، فلا يبدو إلا في أثناء ضوء الشمس في الكوة.
[٢]أى نزح ماؤه ونشف.
[٣]أى أرضا ذات نز وملح.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 5  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست