responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 5  صفحه : 206

وقال السيد المرتضى 2 في الغرر والدرر : فيه وجوه.

أولها أن يريد بذلك أنه تعالى يحول بين المرء وبين الانتفاع بقلبه بالموت وهذا حث منه عزوجل على الطاعات والمبادرة لها قبل الفوت.

وثانيها أنه يحول بين المرء وقلبه بإزالة عقله وإبطال تميزه وإن كان حيا ، وقد يقال لمن فقد عقله وسلب تمييزه : إنه بغير قلب ، قال تعالى : «إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب». [١]

وثالثها أن يكون المعنى المبالغة في الاخبار عن قربه من عباده وعلمه بما يبطنون ويخفون وأن الضمائر المكنونة له ظاهرة ، والخفايا المستورة لعلمه بادية ، ويجري ذلك مجرى قوله تعالى : «ونحن أقرب إليه من حبل الوريد» [٢] ونحن نعلم أنه تعالى لم يرد قرب المسافة بل المعنى الذي ذكرناه ، وإذا كان عزوجل هو أعلم بما في قلوبنا منا وكان ما نعلمه أيضا يجوز أن ننساه ونسهو عنه ونضل عن علمه ، وكل ذلك لا يجوز عليه جاز أن يقول أنه يحول بيننا وبين قلوبنا لانه معلوم في الشاهد أن كل شئ يحول بين شيئين فهو أقرب إليهما ، [٣] والعرب تضع كثيرا لفظة القرب على غير معنى المسافة ، فيقول : فلان أقرب إلى قلبي من فلان.

ورابعها ما أجاب به بعضهم من أن المؤمنين كانوا يفكرون في كثرة عدوهم وقلة عددهم فيدخل قلوبهم الخوف فأعلمهم تعالى أنه يحول بين المرء وقلبه بأن يبد له بالخوف الامن ، ويبدل عدوهم بظنهم أنهم قادرون عليهم الجبن والخور. [٤]

ويمكن في الآية وجه خامس وهو أن يكون المراد أنه تعالى يحول بين المرء وبين ما يدعوه إليه قلبه من القبائح بالامر والنهي والوعد والوعيد انتهى. أقول : يمكن أن تكون الحيلولة بالهدايات والالطاف الخاصة زائدا على


[١]ق : ٣٧. « ٢ » ق : ١٦
[٣]في المصدر بعد ذلك : ولما أراد الله تعالى المبالغة في وصف القرب خاطبنا بما نعرف ونألف ; وإن كان القرب الذى عناه جلت عظمته لم يرد به المسافة اه.
[٤]الخور بالخاء والواو المفتوحتين : الضعف.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 5  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست