نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 48 صفحه : 152
ثم أقبل على من حضره من مواليه وأهل بيته فقال : ليفرح روعكم إنه لايرد أول كتاب من العراق إلا بموت مسى بن المهدي وهلاكه فقال : وما ذلك أصلحك الله؟ قال : قد وحرمة هذا القبر مات في يومه هذا ، والله « إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون » [١] ساخبركم بذلك.
بينما أنا جالس في مصلاي بعد فراغي من وردي وقد تنومت عيناي إذا سنح جدي رسول الله 9 في منامي فشكوت إليه موسى بن المهدي ، وذكرت ماجرى منه في أهل بيته وأنا مشفق من غوائله ، فقال لي : لتطب نفسك ياموسى ، فما جعل الله لموسى عليك سبيلا ، فبينما هو يحدثني إذ أخذ بيدي وقال لي : قد أهلك الله آنفا عدوك فليحسن لله شكرك.
قال : ثم استقبل أبوالحسن 7 القبلة ورفع يديه إلى السماء يدعو ، فقال
حى الديار محا معارف رسمها
طويل البلا وتراوح الاحقاب
فأجابه كعب بقصيدة أولها :
أبقى لنا حدث الحروف بقية
من خير نحلة ربنا الوهاب
وآخرها البيت الشاهد ، وقد ورد برواية ابن هشام في سيرته :
جاءت سخينة كى تغالب ربها
فليغلبن مغالب الغلاب
وروى ان انبي « ص » قال له : لقد شكرك الله ياكعب على قولك هذا ، والقصيدة تبلغ ٢٢ بيتا مثبتة في سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٢٠٤ ٢٠٥ بهامش الروض الانف ، وسخينة نبز كانت قريش تعير به ، وهى حساء من دقيق كانوا يتخذونه عند غلاء السعر وعجف المال وقد أطنب السهيلى في الروض ج ٢ ص ٢٠٥ حيث ذكر ان قريشا لم تكن تكره هذا اللقب وأورد البيت كما في الاصل البكرى في سمط اللئالى ص ٨٦٤ والبغدادي في الخزانة ج ٣ ص ١٤٣ وغيرهما ، وقد وهم ابن السيد في الاقتضاب ص ٤٦ حيث نسب البيت إلى حسان بن ثابت ، وأكبر الظن أنه راجع السيرة لابن هشام فرأى قصيدة لحسان قالها بنفس الموضوع وعلى الروى والقافية ، واثبتها ابن هشام قبل قصيدة كعب بلا فصل ، فظن ابن السيد ان البيت من تابع شعر حسان ، وهو وهم ظاهر.
[١]سورة الذاريات الاية : ٢٣.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 48 صفحه : 152