responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 41  صفحه : 144

فألقاه إلى الارض ، وهو الذي اقتلع الصخرة العظيمة في أيام خلافته [١] بعد عجز الجيش كله عنها ، فأنبط [٢] الماء من تحتها.

وأما السخاء والجود فحاله فيه ظاهرة ، كان يصوم ويطوي ويؤثر بزاده ، و فيه انزل « ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا [٣] » وروى المفسرون أنه لم يكن يملك إلا أربعة دراهم ، فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية ، فانزل فيه « الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية [٤] » وروي عنه أنه كان يستقي بيده لنخل قوم من يهود المدينة حتى مجلت يده ، ويتصدق بالاجرة و يشد على بطنه حجرا ، وقال الشعبي وقد ذكره 7 : كان أسخى الناس ، كان على الخلق الذي يحب الله [٥] السخاء والجود؟ ما قال « لا » لسائل قط ، وقال عدوه ومبغضه الذي يجتهد في وصمه وعيبه معاوية بن أبي سفيان لمحفن بن أبي محفن الضبي لما قال : جئتك من عند أبخل الناس : ويحك كيف تقول إنه أبخل الناس ولوملك [٦] بيتا من تبر وبيتا من تبن لانفد تبره قبل تبنه؟ وهو الذي كان يكنس بيوت الاموال ويصلي فيها ، وهو الذي قال : يا صفراء ويا بيضاء غري غيري ، و هو الذي لم يخلف ميراثا وكانت الدنيا كلها بيده إلا ما كان من الشام.

وأما الحلم والصفح فكان أحلم الناس من ذنب [٧] وأصفحهم عن مسئ ، و قد ظهرت صحة ما قلناه يوم الجمل حيث ظفر بمروان بن الحكم ، وكان أعدى الناس له وأشدهم بغضا ، فصفح عنه ، وكان عبدالله بن الزبير يشتمه على رؤوس


[١]في المصدر : في ايام خلافته بيده بعد اه.
[٢]انبط البئر : استخرج ماءها.
[٣]سورة الانسان : ٨ و ٩.
[٤]البقرة : ٢٧٤.
[٥]في المصدر : يحبه الله.
[٦]في المصدر : وهو الذي لو ملك
[٧]عن مذنب.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 41  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست