responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 35  صفحه : 310

غيره ولما أنفذه لاداء سورة براءة إلى أهل مكة عزله وبعث عليا 7 ليأخذها منه و يقرأها على الناس ، فمن لم يستطح لاداء سورة واحدة إلى بلدة كيف يستصلح للرئاسة العامة المتضمنة لاداء جميع الاحكام إلى عموم الرعايا في سائر البلاد؟.

وبعبارة اخرى نقول : لا يخلو إما أن يكون بعث أبي بكر أولا بأمر الله تعالى كما هو الظاهر ، لقوله تعالى : « وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى [١] » أو بعثه الرسول بغير وحي منه تعالى ، فعلى الاول نقول : لا ريب في أنه تعالى منزه عن العبث والجهل ، فلا يكون بعثه وعزله قبل وصوله إلا لبيان رفعة شأن أميرالمؤمنين 7 وفضله وأنه خاصة يصلح للتبليغ عن الرسول الله 9 دون غيره ، وأن المعزول لا يصلح لهذا ولا لما هو أعلا منه من الخلافة والرئاسة العامة ، ولوكان دفع براءة أولا إلى علي 7 لجاز أن يجول بخواطر الناس أن في الجماعة غير علي من يصلح لذلك.

وعلى الثاني فنقول : إن الرسول الله 9 إما أن يكون لم يتغير علمه ـ حين بعث أبابكر أولا وحين عزله ثانيا ـ بحال أبي بكر وما هو المصلحة في تلك الواقعة أو تغير علمه ، فعلى الاول عاد الكلام الاول بتمامه [٢] ، وعلى الثاني فنقول : لا يريب عاقل في أن الامر المستور أولا لا يجوز أن يكون شيئا من العادات والمصالح الظاهرة ، لا ستحالة أن يكون خفي على الرسول الله 9 ـ مع وفور علمه ـ وعلى جميع الصحابة مثل ذلك؟ فلا بد أن يكون أمرا مستورا لا يطلع عليه إلا بالوحي الالهي : من سوء سريرة أبي بكر ونفاقه ، أوما علم الله من أنه سيدعي الخلافة ظلما ، فيكون هذا [٣] حجة وبرهانا على كذبه وأنه لا يصلح لذلك ، ولو فرضنا في الشاهد أن سلطانا من السلاطين بعث رجلا لامر ثم أرجعه


[١]النجم : ٣ و ٤.
[٢]لانا اذ علمنا ان الرسول الله 9 قال لعلى 7 حين عزل أبابكر : ( لا يبلغها الا أنا وأنت ) كما يستفاد من روايات الباب نستكشف على هذا القول ـ أى عدم تغير علمه 9 اولا وثانيا بحال أبى بكر ـ أن عدم صلاحيته لذلك كان معلوما عند رسول الله 9 وانما فعل ذلك لئلا يتوهم أحد ان في القوم من يصلح لذلك سوى أميرالمؤمنين 7.
[٣]اى نزول الوحى الالهى على النبى وأمره بعزل أبى بكر.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 35  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست