responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 16  صفحه : 304

قال ابن عباس : ما خلق الله عزوجل ولا ذرأ ولا برأ نفسا أكرم عليه من محمد (ص) ، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد إلا بحياته[١].

قوله تعالى : « وما منعنا أن نرسل بالآيات » أي التي اقترحتها قريش : من قلب الصفا ذهبا ، وإحياء الموتى وغير ذلك « إلا أن كذب بها الاولون » من الامم السابقة فعذبوا بعذاب الاستيصال ، إذ عادة الله تعالى في الامم أن من اقترح منهم آية فاجيب إليها ثم لم يؤمن أن يعاجل بعذاب الاستيصال ، وقد صرفه الله تعالى عن هذه الامة ببركة النبي 9 « وما نرسل بالآيات إلا تخويفا » أي لا نرسل الآيات المقترحة إلا تخويفا من نزول العذاب العاجل كالطليعة والمقدمة له ، فإن لم يخافوا وقع عليهم ، و يحتمل أن يكون المراد القرآن والمعجزات الواقعة ، فإنها تخويف ، وإنذار بعذاب الآخرة.

« ومن الليل فتهجد به » قال الطبرسي ; : خطاب للنبي 9 ، أي فصل القرآن ، ولا يكون التهجد إلا بعد النوم عن مجاهد وأكثر المفسرين ، وقال بعضهم : ما يتقلب به في كل الليل يسمى تهجدا ، والمتهجد : الذي يلقى الهجود أي النوم عن نفسه ، كما يقال : المتحرج والمتأثم « نافلة لك » أي زيادة لك على الفرائض ، لان صلاة الليل كانت فريضة على النبي 9 وفضيلة لغيره ، وقيل : كانت واجبة عليه فنسخ وجوبها بهذه الآية ، وقيل : إن معناه فضيلة لك وكفارة لغيرك[٢] ، وقيل : نافلة لك ولغيرك ، وإنما اختصه بالخطاب لما في ذلك من دعاء الغير للاقتداء به[٣] « عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا » عسى من الله واجبة ، والمقام بمعنى البعث ، فهو مصدر من غير جنسه ، أي يبعثك يوم القيامة بعثا أنت محمود فيه ، ويجوز أن يجعل البعث بمعنى الاقامة ، أي يقيمك ربك مقاما تحمدك فيه الاولون والآخرون وهو مقام الشفاعة ، يشرف فيه


[١]مجمع البيان ٦ : ٣٤٢.
[٢]في المصدر : لان كل إنسان يخاف أن لا يقبل فرضه فيكون نفله كفارة ، والنبي صلى الله عليه وآله لا يحتاج إلى كفارة.
[٣]في المصدر : إلى الاقتداء به ، والحث على الاستنان بسنته.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 16  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست