نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 14 صفحه : 32
الثالث : أن دخولهم عليه كان فتنة لداود إلا أنه 7 استغفر لذلك الداخل العازم على قتله ، وقوله : « فغفرنا له ذلك » أي لاحترام داود 7 وتعظيمه انتهى. [١]
وقال البيضاوي : أقصى مافي هذه الاشعار بأنه 7 ود أن يكون له ما لغيره وكان له أمثاله ، فنبهه الله بهذه القضية فاستغفر وأناب عنه. انتهى. [٢]
أقول : لما ثبت بما قدمنا عصمتهم : عن جميع الذنوب [٣] لابد من رد ما يدل على صدور ذنب عنه 7 في ذلك ، وأما الوجوه التي يمكن حملها على ترك الاولى والافضل كأكثر الوجوه السالفة فهي محتملة ، ولايمكن القطع بها إلا بعد ثبوتها ، وقد عرفت مايظهر من الاخبار والله يعلم حقيقة الحال. [٤]
[١]مفاتيح الغيب ٧ : ١٣٧. [٢]أنوار التنزيل ٢ : ٣٤٣. [٣]راجع ١١ : ٧٢ ٩٦. [٤]وقد ذكر هذه الوجوه الشريف المرتضى رضوان الله تعالى عليه في كتاب تنزيه الانبياء ص ٩١ ممن جوز على الانبياء الصغائر ثم عقبها بقوله : وكل هذه الوجوه لايجوز على الانبياء عليهم السلام ، لان فيها ماهو معصية وقد بينا أن المعاصي لا تجوز عليهم ، وفيها ما هو منفر وان لم يكن معصية مثل أن يخطب امرأة قد خطبها رجل من أصحابه فتقدم عليه وتزوجها ، وأما الاشتغال عن النوافل فلا يجوز أن يقع عليه عتاب لانه ليس بمعصية ولا هو ايضا منفر ، فاما من زعم أنه عرض اوريا للقتل وقدمه أمام التابوت عمدا حتى يقتل فقوله أوضح فسادا من أن يتشاغل برده ، وقد روى عن أمير المؤمنين 7 أنه قال : لا اوتى برجل يزعم أن داود 7 تزوج بامرأة اوريا إلا جلدته حدين : حد النبوة وحد الاسلام انتهى. وذكر في معنى الاية ماذكره الطبرسي وبعض ما ذكره الرازي أخيرا. قلت : قوله في الاشتغال بالنوافل : فلا يجوز أن يقع عليه عتاب ، قلت : هو كذلك في أفراد الامة ، وأما بالنسبة إلى الانبياء والصديقين والابرار فهم ربما بعاتبون على ترك الاولى وفعل ما كان تركه الاولى ، وعلى أي فأصح الوجوه ماتقدم عن الرضا 7 في الخبر الثاني.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 14 صفحه : 32