responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 14  صفحه : 30

تذنيب : قال الطبرسي رحمه الله : اختلف في استغفار داود 7 من أي شئ كان؟ فقيل : إنه حصل منه على سبيل الانقطاع إلى الله تعالى ، والخضوع له ، والتذلل بالعبادة والسجود ، كما حكى سبحانه عن إبراهيم 7 بقوله : « والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين » [١] وأما قوله : « فغفرنا له ذلك » فالمعنى أنا قبلناه منه وأثبناه عليه ، فأخرجه على لفظ الجزاء مثل قوله : « يخادعون الله وهو خادعهم » [٢] وقوله : « الله يستهزئ بهم » [٣] فلما كان المقصود من الاستغفار والتوبة القبول قيل في جوابه : « غفرنا » وهذا قول من ينزه الانبياء عن جميع الذنوب من الامامية وغيرهم ، [٤] ومن جوز على الانبياء الصغائر قال : إن استغفاره 7 كان لصغيرة.

ثم إنهم اختلفوا في ذلك على وجوه : أحدها أن اوريا بن حنان خطب امرأة فكان أهلها أرادوا أن يزوجوها منه ، فبلغ داود جمالها فخطبها أيضا فزوجوها منه وقدموه على اوريا ، فعوتب داود 7 على الحرص على الدنيا ، عن الجبائي.

وثانيها : أنه أخرج اوريا إلى بعض ثغوره فقتل فلم يجزع عليه جزعه على أمثاله من جنده [٥] إذ مالت نفسه إلى نكاح امرأته ، فعوتب على ذلك بنزول الملكين. [٦]

وثالثها : أنه كان في شريعته أن الرجل إذا مات وخلف امرأة فأولياؤه أحق بها إلا أن يرغبوا عن التزويج بها ، فحينئذ يجوز لغيرهم أن يتزوج بها ، فلما قتل اوريا خطب داود امرأته ومنعت هيبة داود وجلالته أولياءه أن يخطبوها فعوتب على ذلك.

ورابعها : أن داود كان متشاغلا بالعبادة فأتاه رجل وامرأة محاكمين [٧] إليه فنظر إلى المرأة ليعرفها بعينها وذلك نظر مباح ، فمالت نفسه [٨] ميل الطباع ، ففصل بينهما


[١]الشعراء : ٨٢.
[٢]النساء : ١٤٢.
[٣]البقرة : ١٥.
[٤]وهو الذي اختاره الشريف المرتضى في تنزيه الانبياء وغيره في غيره.
[٥]أو قل جزعه على ذلك على ماقيل.
[٦]ذكره وما قبله الثعلبي أيضا في العرائس.
[٧]في المصدر : متحاكمين.
[٨]في المصدر : فمالت نفسه إليها.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 14  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست