responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 1  صفحه : 150

يا هشام بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين يطري أخاه إذا شاهده ، و يأكله [١] إذا غاب عنه ، إن اُعطي حسده وإنَّ ابتلى خذله ، وإن أسرع الخير ثواباً البرّ ، وأسرع الشرّ عقوبةً البغي ، وإنَّ شرّ عباد الله من تكره مجالسته لفحشه ، وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلّا حصائد ألسنتهم ، ومن حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه.

بيان : الاطراء : مجاوزة الحدّ في المدح والكذب فيه. وخذله أي ترك نصرته. والبغي : التعدي والاستطالة والظلم وكلُّ مجاوزة عن الحدّ. وقوله : من تكره إمّا بفتح التاء للخطاب ، أو بالضمّ على البناء للمفعول. وقال الفيروزآباديّ : كبّه : قلّبه وصرعه كأكبه. وقال الجوهريّ : كبّه لوجهه أي صرعه فأكبّ هو على وجهه. وهذا من النوادر. وقال الجزريّ : وفي الحديث : وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم أي ما يقطعونه من الكلام الّذي لا خير فيه ، واحدتها حصيدة تشبيهاً بما يحصد من الزرع ، وتشبيها للسان وما يقطعه من القول بحدّ المنحل [٢] الّذي يحصد به. وقال : يقال هذا أمر لا يعنيني أي لا يشغلني ولا يهمّني ، ومنه الحديث : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه أي لا يهمّه.

يا هشام لا يكون الرجل مؤمناً حتّى يكون خائفاً راجياً ، ولا يكون خائفاً راجياً حتّى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو.

يا هشام قال الله جلّ وعزّ : وعزّتي وجلالي وعظمتي وقدرتي وبهائي وعلويّ في مكاني ، لا يؤثر عبد هواى على هواه إلّا جعلت الغنى في نفسه ، وهمّه في آخرته وكففت عليه ضيعته ، وضمنت السماوات والأرض رزقه ، وكنت له من وراء تجارة كلّ تاجر.

بيان : قوله تعالى : في مكاني أي في منزلتي ودرجة رفعتي. قوله : وكففت عليه ضيعته. يقال : كففته عنه أي صرفته ودفعته. والضيعة : الضياع والفساد ، وما هو في


[١]أي يغتابه ويذكره بما فيه من السوء.
[٢]بكسر الميم وسكون النون وفتح الجيم : آلة من حديد عكفاء يقضب بها الزرع ونحوه.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست