نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 1 صفحه : 134
حفص والنجومُ مسخرات على الابتداء والخبر فيكون تعميماً للحكم بعد تخصيصه ، ورفع ابن عامر الشمس والقمر أيضاً. وقوله تعالى : يريكم. الفعل مصدر بتقدير أن أوصفة لمحذوف أي آية يريكم بها البرق خوفاً من الصاعقة أو تخريب المنازل والزروع أو من المسافرة وطمعاً أي في الغيث والنبات وسقى الزروع أو للمقيم ، ونصبهما على العلّة لفعل لازم للفعل المذكور إذ إراءتهم تستلزم رؤيتهم ، أو للفعل المذكور بتقدير مضاف أي إراءة خوف وطمع ، أو بتأويل الخوف والطمع بالاخافة والاطماع ، أو على الحال نحو كلّمته شفاها.
يا هشام ثمّ وعظ أهل العقل ، ورغبهم في الآخرة ، فقال : وما الحيوة الدنيا إلّا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للّذين يتّقون أفلا تعقلون [١] وقال : وما اُوتيتم من شيء فمتاع الحيوة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون [٢].
بيان : وما الحيوة الدنيا أي أعمالها إلّا لعب ولهو يلهي الناس ويشغلهم عمّا يعقّب منفعةً دائمةً. والمتاع ما يتمتَّع به.
يا هشام ثمَّ خوَّف الّذين لا يعقلون عذابه فقال : ثمّ دمَّرنا الآخرين وإنَّكم لتمرّون عليهم مصبحين وباللّيل أفلا تعقلون [٣].
بيان : قوله 7 : عذابه إمّا مفعول لقوله : خوّف أو يعقلون أولهما على التنازع. والتدمير : الإهلاك ، أي بعدما نجّينا لوطاً وأهله أهلكنا قومه ، وإنّكم يا أهل مكّة لتمرّون على منازلهم في متاجركم إلى الشام ، فإنّ سدوم [٤] في طريقه. مصبحين أي داخلين في الصباح ، وباللّيل أي ومساءاً ، أو نهاراً وليلاً أفليس فيكم عقل تعتبرون به؟.
يا هشام ثمَّ بيّن أنَّ العقل مع العلم فقال : وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها إلّا العالمون [٥]
يا هشام ثمّ ذمّ الّذين لا يعقلون فقال : وإذا قيل لهم اتَّبعوا ما أنزل الله ، قالوا بل نتّبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون [٦] وقال تعالى :