نام کتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 0 صفحه : 63
* (والده)* (المجلسيّ الأول)
[حياته و كلمات العلماء في حقه]
هو محمّد تقيّ بن مقصود عليّ المجلسيّ من أعاظم
علماء الإماميّة و أجلّائهم، ذكره العلماء في تراجمهم مقرونا بالحفاوة و الإجلال،
مرموقا بعين الإكبار و الاحترام. قال المولى الأردبيليّ: محمّد تقيّ بن المقصود
عليّ الملقّب بالمجلسيّ وحيد عصره، فريد دهره، أمره في الجلالة و الثقة و الأمانة
و علوّ القدر و عظم الشأن و سموّ الرتبة و التبحّر في العلوم أشهر من أن يذكر، و
فوق ما يحوم حوله العبارة، أورع أهل زمانه و أزهدهم و أتقاهم و أعبدهم، بلغ فيضه
دينا و دنيا بأكثر أهل زمانه من العوام و الخواصّ، و نشر أخبار الأئمّة صلوات
اللّه عليهم بأصفهان جزاه اللّه تعالى خير جزاء المحسنين[1].
و قال الشيخ حرّ العاملي في كتابه أمل الآمل ص
610: كان فاضلا، عالما، محقّقا، متبحّرا، زاهدا، عابدا، ثقة، متكلّما، فقيها.
و قال صاحب حدائق المقرّبين: كان في علوم الفقه
و التفسير و الحديث و الرجال فائق أهل الدهر، و في الزهد و العبادة و التقوى و
الورع و ترك الدنيا تاليا تلو أستاده الأوّل،[2] مشتغلا طول
حياته بالرياضات و المجاهدات، و تهذيب الأخلاق، و العبادات، و ترويج الأحاديث، و
السعي في حوائج المؤمنين، و هداية الخلق، و انتشر بيمن همّته أحاديث أهل البيت، و
اهتدى بنور هدايته الجمّ الغفير. و نقل في بعض مؤلّفاته الرائقة قال: اتّفق لي
التشرّف بزيارة العتبات العاليات فلمّا وردت النجف الأشرف اخذ في الشتاء فعزمت على
الإقامة هنا فرأيت ليلة في الطيف إذا أنا بأمير المؤمنين عليه السّلام يلاطف بي
كثيرا و يقول: لا تقم بعد ذلك هاهنا، و اخرج إلى بلدك أصفهان، فإنّ وجودك في ذلك
المكان أنفع و أبرّ و بالغت كثيرا في استدعاء الرخصة عنه في التوقّف فلم ينفع ذلك
شيئا و قال: إنّ الشاه عبّاس قد توفّي في هذه السنة، و إنّما يجلس مجلسه الشاه
صفيّ الصفويّ و يحدث في بلادكم الفتن الشديدة و اللّه تبارك و تعالى يريد أن تكون
في هذه النائرة